في ذكرى الاحتلال الأمريكي للعراق، من الضروري بالطبع تأمل ما حدث . . ووضع تصور للمستقبل أيضاً . . ذلك أن تداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق، ونجاح المقاومة العراقية سوف يكون لهما أثر كبير في رسم خريطة المنطقة والعالم.
بداية سنأخذ شهادة صحيفة الاندبندنت البريطانية التي كتبت تقريراً خطيراً عن الاحتلال الأمريكي للعراق بمناسبة مرور أريع سنوات على ذلك الاحتلال.
وفقاً للصحيفة المذكورة فإن الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن كان304 مليار دولار، أما ما تكلفته الخزانة البريطانية فكان حوالي على 3.5 مليار جنيه إسترليني ! ! ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تريدان حقاً تحقيق عراق مزدهر وديمقراطي لانسحبتا بعد إسقاط النظام ودفعتا هذه الأموال لإعمار العراق، ولكن لأن هناك أجندة أمريكية لتحقيق إمبراطورية أمريكية وهيمنة صهيونية فإنها تكبدت هذه الأموال التي كان يكفى أقل من 20 % منها لإعمار العراق.
وكانت تقديرات البنك الدولي قد أكدت أن العراق يحتاج إلى 36 مليار دولار لتحقيق إعمار كامل ونهائي.
تقول الاندبندنت أيضاً : إنه بعد أربع سنوات من الاحتلال فان القتلى الأمريكيين وفقاً للإحصائيات الأمريكية الرسمية، ناهيك عن الحقيقة، بلغ 3339 قتيلاً، 26 ألف جريح، و98 قتيلاً بريطانياً، هذا فضلا عن خسائر القوات الأخرى ـ البولندية ـ الأسترالية ـ البلغارية ـ الإيطالية.. الخ.
ووفق الصحيفة ذاتها فإن 300 ألف مدني عراقي قد قتلوا بالإضافة إلى الجرحى والمعوقين. وإن 80 % من أطفال العراق يعانون من سوء التغذية، ويتسرب الكثير منهم من المدارس وإن 67 % من العراقيين يشعرون بأنهم أقل أمناً، وأنه تم اختطاف 251 أجنبياً منذ بدء التحرير، وإن خمسة مدنيين أجانب يختطفون شهرياً، وإن معدل التضخم بلغ 20 % في العراق في عام 2006وتتراوح البطالة بين 25 إلى 40 % وإن 47 % من العراقيين لا يحصلون أبداً على إمدادات كافية من الكهرباء وإن 70 % من العراقيين يعانون من سوء خدمات الصرف الصحي .
وما لم تقله الصحيفة هو بدوره مروع:
عشرات المدن التي تم قصفها وتدمير بيوتها ومرافقها مثل الفلوجة والرمادي والحديثة وبعقوبة . . وكل مدن المثلث السني تقريباً، وتنظيم مذابح جماعية على يد القوات العراقية أو الأمريكية أو هما معاً.
عشرات الألوف من الأسرى والمعتقلين، بل وممارسة أنواع شتى من التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان بعضها تم فضحه مثل ما حدث في سجن أبي غريب على يد القوات الأمريكية، أو سجون وزارة الداخلية وفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى جماعة الحكيم والتي افتضح منها ما حدث في الجادرية وغيرها، وبديهي أن ما لم يتم فضحه وكشفه أكثر عشرات المرات مما تم كشفه، وهكذا فبعد أربع سنوات من الاحتلال، فإن حقوق الإنسان التي زعم الأمريكان أنهم جاءوا لتحقيقها هي أكبر ضحاياهم ! !
لم يتم العثور على أي نوع من أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، والتي كانت المبرر الرئيسي للعدوان حسب ادعاءات بوش ووزراء الخارجية ومندوبي أمريكا في الأمم المتحدة، وهذا معناه ببساطة أن كبار مسئولي الإدارة الأمريكية كاذبون.
إن المقاومة العراقية تتصاعد، واستطاعت أن تنزل أكبر الخسائر بالقوات الأمريكية والمتعاونين معها، وتم تنظيم عشرات العمليات العسكرية الأمريكية والحكومية والمشتركة للقضاء على تلك المقاومة دون جدوى، وهذا معناه أن الشعوب أقوى من الجيوش، وأن إرادة الشعوب لا يمكن قهرها، وأن تلك المقاومة العراقية الباسلة هي التي عطلت المشروع الأمريكي الإمبراطوري والهيمنة الصهيونية في المنطقة، وسوف تصبح نموذجاً يحتذى لكل الشعوب المغلوبة على أمرها، وأنه قد ثبت الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أن من الممكن مقاومة أي جيش مهما كانت قوته حتى لو كان الجيش الأمريكي، أقوى الجيوش في التاريخ حتى الآن، ولولا تلك المقاومة العراقية لأصبحت المنطقة في قبضة الحلف الأمريكي الصهيوني، بل لأصبح العالم أكثر خضوعاً للأمريكان ولازداد الفساد الأمريكي ـ الصهيوني في العالم بطريقة هائلة. وهذا فضل للمقاومة العراقية، كل العالم مدين به لها.
إن الغزو الأمريكي والاحتلال الأمريكي للعراق أطلق العنان للغرائز الطائفية، أو قل إنه أوجدها وقواها حينما اكتشف استحالة النصر على المقاومة، فأراد أن يهيأ العراق لتكون مستنقعاً للطائفية وليس قاعدة للتحرر في حالة انسحابه.
إن كل أوراق التوت التي استخدمها الاحتلال لم تفلح لا في إقناع العراقيين بالاحتلال ولا في إضعاف المقاومة ولا في فض الشعب العراقي وخاصة السنة من حولها، فبرغم أن الاحتلال نظم انتخابات تأسيسية، ثم استفتاء على مسودة الدستور، ثم انتخابات تشريعية، إلا أنها كلها لم تقدم أو تؤخر في حقيقة الموضوع، إنه شعب في مواجهة احتلال أجنبي وليس شيئاً آخر، ومن ثم فإن أوراق التوت تلك لم تنجح في إخفاء عورة الاحتلال.
وهكذا.. فإن الموقف، هو بمثابة المأزق للأمريكان، ومأزق أكبر للقوى السياسية والطائفية التي راهنت على الاحتلال، وأن هناك تفكيراً جدياً لدى الإدارة الأمريكية بالانسحاب الكلى أو الجزئي، ولولا تشبث عملاء الاحتلال بذيل الجيش الأمريكي لترك العراق سريعاً بعد كل الخسائر التي لحقت به.
ولا شك أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون عن طريقة للانسحاب تحفظ لأمريكا ماء الوجه وتقدم نوعاً من الطمأنينة للقوى العراقية العميلة للاحتلال، ولكن هيهات، فالفشل الأمريكي الذريع هو العنوان الرئيسي للموضوع، ومصير العملاء ليس أقل مما ينتظر كل الذين راهنوا على الاحتلال ووقفوا معه، ودمروا المدن معه، واعتقلوا وعذبوا الآلاف في سجون الاحتلال أو سجون وزارة الداخلية أو الذين قتلوا العلماء المسلمين أو نظموا المذابح في المدن العراقية عموماً والسنية منها خصوصاً.
بعد أربع سنوات من الاحتلال فإن العراقيين ماتوا بعشرات الألوف وسجنوا بعشرات الألوف، وتعذبوا، ولم يحصلوا على أي أمان بل الخوف هو سيد الموقف، وكذا لم يحصلوا على عمل أو معيشة طيبة، بل عانوا من انهيار الخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي وسوء تغذية ونقص في العلاج وبطالة، فضلاً عن فقدانهم الكرامة الوطنية بسبب وجود جيش احتلال أجنبي فوق أرضهم.
* وكالة الأنباء الإسلامية.
بداية سنأخذ شهادة صحيفة الاندبندنت البريطانية التي كتبت تقريراً خطيراً عن الاحتلال الأمريكي للعراق بمناسبة مرور أريع سنوات على ذلك الاحتلال.
وفقاً للصحيفة المذكورة فإن الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن كان304 مليار دولار، أما ما تكلفته الخزانة البريطانية فكان حوالي على 3.5 مليار جنيه إسترليني ! ! ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تريدان حقاً تحقيق عراق مزدهر وديمقراطي لانسحبتا بعد إسقاط النظام ودفعتا هذه الأموال لإعمار العراق، ولكن لأن هناك أجندة أمريكية لتحقيق إمبراطورية أمريكية وهيمنة صهيونية فإنها تكبدت هذه الأموال التي كان يكفى أقل من 20 % منها لإعمار العراق.
وكانت تقديرات البنك الدولي قد أكدت أن العراق يحتاج إلى 36 مليار دولار لتحقيق إعمار كامل ونهائي.
تقول الاندبندنت أيضاً : إنه بعد أربع سنوات من الاحتلال فان القتلى الأمريكيين وفقاً للإحصائيات الأمريكية الرسمية، ناهيك عن الحقيقة، بلغ 3339 قتيلاً، 26 ألف جريح، و98 قتيلاً بريطانياً، هذا فضلا عن خسائر القوات الأخرى ـ البولندية ـ الأسترالية ـ البلغارية ـ الإيطالية.. الخ.
ووفق الصحيفة ذاتها فإن 300 ألف مدني عراقي قد قتلوا بالإضافة إلى الجرحى والمعوقين. وإن 80 % من أطفال العراق يعانون من سوء التغذية، ويتسرب الكثير منهم من المدارس وإن 67 % من العراقيين يشعرون بأنهم أقل أمناً، وأنه تم اختطاف 251 أجنبياً منذ بدء التحرير، وإن خمسة مدنيين أجانب يختطفون شهرياً، وإن معدل التضخم بلغ 20 % في العراق في عام 2006وتتراوح البطالة بين 25 إلى 40 % وإن 47 % من العراقيين لا يحصلون أبداً على إمدادات كافية من الكهرباء وإن 70 % من العراقيين يعانون من سوء خدمات الصرف الصحي .
وما لم تقله الصحيفة هو بدوره مروع:
عشرات المدن التي تم قصفها وتدمير بيوتها ومرافقها مثل الفلوجة والرمادي والحديثة وبعقوبة . . وكل مدن المثلث السني تقريباً، وتنظيم مذابح جماعية على يد القوات العراقية أو الأمريكية أو هما معاً.
عشرات الألوف من الأسرى والمعتقلين، بل وممارسة أنواع شتى من التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان بعضها تم فضحه مثل ما حدث في سجن أبي غريب على يد القوات الأمريكية، أو سجون وزارة الداخلية وفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى جماعة الحكيم والتي افتضح منها ما حدث في الجادرية وغيرها، وبديهي أن ما لم يتم فضحه وكشفه أكثر عشرات المرات مما تم كشفه، وهكذا فبعد أربع سنوات من الاحتلال، فإن حقوق الإنسان التي زعم الأمريكان أنهم جاءوا لتحقيقها هي أكبر ضحاياهم ! !
لم يتم العثور على أي نوع من أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، والتي كانت المبرر الرئيسي للعدوان حسب ادعاءات بوش ووزراء الخارجية ومندوبي أمريكا في الأمم المتحدة، وهذا معناه ببساطة أن كبار مسئولي الإدارة الأمريكية كاذبون.
إن المقاومة العراقية تتصاعد، واستطاعت أن تنزل أكبر الخسائر بالقوات الأمريكية والمتعاونين معها، وتم تنظيم عشرات العمليات العسكرية الأمريكية والحكومية والمشتركة للقضاء على تلك المقاومة دون جدوى، وهذا معناه أن الشعوب أقوى من الجيوش، وأن إرادة الشعوب لا يمكن قهرها، وأن تلك المقاومة العراقية الباسلة هي التي عطلت المشروع الأمريكي الإمبراطوري والهيمنة الصهيونية في المنطقة، وسوف تصبح نموذجاً يحتذى لكل الشعوب المغلوبة على أمرها، وأنه قد ثبت الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أن من الممكن مقاومة أي جيش مهما كانت قوته حتى لو كان الجيش الأمريكي، أقوى الجيوش في التاريخ حتى الآن، ولولا تلك المقاومة العراقية لأصبحت المنطقة في قبضة الحلف الأمريكي الصهيوني، بل لأصبح العالم أكثر خضوعاً للأمريكان ولازداد الفساد الأمريكي ـ الصهيوني في العالم بطريقة هائلة. وهذا فضل للمقاومة العراقية، كل العالم مدين به لها.
إن الغزو الأمريكي والاحتلال الأمريكي للعراق أطلق العنان للغرائز الطائفية، أو قل إنه أوجدها وقواها حينما اكتشف استحالة النصر على المقاومة، فأراد أن يهيأ العراق لتكون مستنقعاً للطائفية وليس قاعدة للتحرر في حالة انسحابه.
إن كل أوراق التوت التي استخدمها الاحتلال لم تفلح لا في إقناع العراقيين بالاحتلال ولا في إضعاف المقاومة ولا في فض الشعب العراقي وخاصة السنة من حولها، فبرغم أن الاحتلال نظم انتخابات تأسيسية، ثم استفتاء على مسودة الدستور، ثم انتخابات تشريعية، إلا أنها كلها لم تقدم أو تؤخر في حقيقة الموضوع، إنه شعب في مواجهة احتلال أجنبي وليس شيئاً آخر، ومن ثم فإن أوراق التوت تلك لم تنجح في إخفاء عورة الاحتلال.
وهكذا.. فإن الموقف، هو بمثابة المأزق للأمريكان، ومأزق أكبر للقوى السياسية والطائفية التي راهنت على الاحتلال، وأن هناك تفكيراً جدياً لدى الإدارة الأمريكية بالانسحاب الكلى أو الجزئي، ولولا تشبث عملاء الاحتلال بذيل الجيش الأمريكي لترك العراق سريعاً بعد كل الخسائر التي لحقت به.
ولا شك أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون عن طريقة للانسحاب تحفظ لأمريكا ماء الوجه وتقدم نوعاً من الطمأنينة للقوى العراقية العميلة للاحتلال، ولكن هيهات، فالفشل الأمريكي الذريع هو العنوان الرئيسي للموضوع، ومصير العملاء ليس أقل مما ينتظر كل الذين راهنوا على الاحتلال ووقفوا معه، ودمروا المدن معه، واعتقلوا وعذبوا الآلاف في سجون الاحتلال أو سجون وزارة الداخلية أو الذين قتلوا العلماء المسلمين أو نظموا المذابح في المدن العراقية عموماً والسنية منها خصوصاً.
بعد أربع سنوات من الاحتلال فإن العراقيين ماتوا بعشرات الألوف وسجنوا بعشرات الألوف، وتعذبوا، ولم يحصلوا على أي أمان بل الخوف هو سيد الموقف، وكذا لم يحصلوا على عمل أو معيشة طيبة، بل عانوا من انهيار الخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي وسوء تغذية ونقص في العلاج وبطالة، فضلاً عن فقدانهم الكرامة الوطنية بسبب وجود جيش احتلال أجنبي فوق أرضهم.
* وكالة الأنباء الإسلامية.
تعليق