العالم اليوم يشهد ثورة علمية جديدة بإعلان الفريق الأمريكي بقيادة الباحث فنتر ( 63 عام ) تمكنه من تصنيع كائن حي مجهري . هذا الكائن مكون من خلية واحدة تحمل مادته الوراثية مورثات صيغت برمجياتها حاسوبياً في المختبر ، لها القدرة على التكاثر وممارسة نشاطاتها الحيوية .
فنتر من العلماء الأكثر إثارة للجدل على النطاق العالمي ، فهو أحد العلماء الذين ساهموا في اكتشاف ( الجينيوم البشري ) أو ما يعرف بالخريطة الجينية ، وهو كذلك من وضع مختصراً أو مفتاحاً لشفرة الجينيوم البشري في عام 2000م . وهاهو اليوم يعلن مع فريقه العلمي المكون من 24 عالم وباحث عبر معهده الذي يحمل اسمه ( ( كريغ فنتر ) ) في ولاية ميرلاند الأمريكية تمكنهم من إنتاج أول خلية حية مختبرياً كسلالة إلكترونية دخلت العالم الحيوي من بوابة التقنية . كانت هذه الخلية ثمرة لجهود استمرت لأكثر من عشر سنوات مضت .
موقع تنومة ينفرد بتسليط الضوء على هذا الإنجاز بشكل مفصل ويترك للقارئ الكريم فرصة التعليق عليه .
حقيقة الخلية :
قد يتبادر إلي ذهن الكثيرين أن الخلية المعلن عن تصنيعها عبارة عن كيس بلاستيكي محشو بمواد عضوية وأخرى عضوية مضاف لها شريحة إلكترونية تعمل عمل النواة في تسيير العمليات الحيوية داخل الخلية ، وهذا الاعتقاد لا يمت للحقيقة بأدنى صلة ، وهي أن الخلية طبيعية أوجدها الله سبحانه وتعالى ؛ فهو القادر سبحانه على إيجاد الخلائق من العدم ولن يستطيع أحد مهما بلغت درجة علمه أن يصنع مثقال ذرة من العدم ؛ فما بالك بمخلوق يتنفس ويعيش ويتكاثر ويمارس نشاطاته الحيوية . إذا ماذا حدث ؟ وما حقيقة هذا الإنجاز؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة ؛ علينا أولا أن نعرف بعض المفاهيم العلمية ذات العلاقة بهذا الإنجاز ومنها :
1- المادة الوراثية :
وهي ما يعرف بالحمض النووي D N A الموجود في النواة ، فلكل خلية نواة ، ولكل نواة مادة وراثية ( حمض نووي ) .
2- D N A :
هي سلسة من المعلومات المرتبة بشكل دقيق يعرف بالشفرة الوراثية .
3- الشفرة الوراثية :
هي الخريطة التي من خلالها تصنع الخلية ذاتها وبروتيناتها .
__________________________________________________ ________
فالذي قام به فنتر ورفاقه لم يكن تخليق أو إيجاد شيء لم يكن موجود ، إنما أخذوا مخلوقاً طبيعياً أحادي الخلية ، وهذا المخلوق هي جرثومة ( مايكوبلازما ماكويت ) جرثومة تصيب الماعز وتتطفل عليها ، ثم فرغوها من مادتها الوراثية مع إبقاء مكونات الخلية الحية الأخرى ، بمعنى أن عملهم تحدد في نزع نواة الخلية فقط وترك الخلية بمكوناتها الحية الأخرى ، ثم وضعوا مكان النواة المنزوعة نواة أخرى تم العبث بمادتها الوراثية ( D N A ) عن طريق الحاسب الآلي ، حيث استمر هذا العبث بالمادة الوراثية طيلة السنوات الماضية حتى توصلوا لصياغة معقولة لمعلومات الشفرة الوراثية فيها ، مما يمكن الخلية المستهدفة من تخليق نفسها ( التكاثر ) وممارسة حيويتها بمادة وراثية غير ما اعتادت عليه ، إنما حسب المادة الوراثية الجديدة . وما يجدر التنويه له أن حتى المعلومات الوراثية الجديدة ليست مصنعه ، أي مخلوقه من العدم ، فهي موجودة في الطبيعة لكن بترتيب معلوماتي أوجده الله سبحانه وتعالى ، لكنهم أعادوا ترتيب تلك المعلومات وفق رؤيتهم ، كما لو كانت جملة إنشائية تمت إعادة الترتيب في كلماتها فأصبحت الجملة بعد ذلك تشير لمعنى آخر غير ما كنت ترمي له قبل التعديل .
لماذا سميت خلية مصنعة ؟:
اكتسبت الخلية صفة التصنيع لأن معلومات D N A الذي زرعت في الخلية لم تكن لها وجود بهذا الترتيب من قبل . فقد طور( فنتر ) جزيئة قصيرة من D N A وربطها بجزيء أطول باستخدام خلايا الخميرة كمركز للارتباط والتجمع ، فتكون لديه توليفة جديدة من المورثات ( جينيوم جديد ) حقنه أو بالأصح أعاد حقنه في نواة الميكروب المنزوعة مادته الوراثية ، فأثارها معهد كريغ على أنه تصنيع .
أهمية هذا الإنجاز :
بعد أن أصبح بالإمكان تجهيز خلايا حية ذات أنوية مبرمجة بمعلومات منتقاة على يد الإنسان ، فإن هذا سيجري تحول في العديد من المسارات أهمها :
1- تقنية انتاج الأدوية واللقاحات .
2- البيئة وإمكانية العمل على تنقيتها .
3- إنتاج الوقود والطاقة البديلة للنفط .
فضلاً عما يتيحه هذا الإنجاز من تمهيد لإنجازات أخرى عبر بوابة الجينيوم الجديد .
خطورة الإنجاز الجديد :
أبدى العديد من العلماء تخوفهم من خروج الخلية المصنعة عن سيطرة العلماء وتكاثرها بشكل يهدد الحياة البشرية . إذ ربما أن هذه المادة الوراثية ستتمرد على القوانين الطبيعية .
وأخذ آخرين المسألة على أنه فتح جديد في عالم تصنيع الأسلحة البيولوجية .
__________________________________________________ ________
في هذه الصورة تجد على اليمين الميكروب ذي الجينيوم الطبيعي وعلى اليسار الميكروب ذي الجينيوم المصنع:
تحياتي لكم (عشق التمــــيز)
للامانه الموضوع منقــــــول من الكاتـــــب نفســـه
تعليق