تويت
نشوء الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
طارق عيد توتنجي
إن هذا الموضوع له علاقة وثيقة بعلم الأحياء الدقيقة إذ أن الأحياء الدقيقة تعتبر أول الكائنات الحية على سطح الأرض
ولكن هذا الموضوع لا يعبر عن رأيي بل هو متناقض كثيراً معه وقمت بنقله فقط لكي أسمع أرائكم وأطروحاتكم و تفسيراتكم و اعتراضاتكم على الموضوع
ولا أخفي عليكم أنني قارنت الموضوع مع كثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم ومنها
َ(يا أيها النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج : 5])
وقلت في نفسي ربما خلق الإنسان من تراب يعني ذلك المغلي العضوي الذي سيأتي ذكره الآن في الموضوع
لذلك أرجو مساعدتي و إمدادي بالمراجع و الكتب و المواقع التي تفيدني في هذا الموضوع
ملاحظة : الرجاء عدم نشر هذا الموضوع من قبل أي شخص لكي لا أكتسب أي وزر نتيجة ذلك
لنبدأ الموضوع :
الجو الأصلي ( البدائي ) ............
1- ساهمت الجاذبية الأرضية رحلة من تشكل الأرض بالحفاظ على الغازات التي بجوارها
2- كانت الأرض حينئذ طينية تسودها خمس عناصر هي (H/He/C/N/O )
3- كان أغزرها و أنشطها غاز الهدروجين الذي و إذ لم يستطيع الاتحاد مع الهليوم الخامل فلقد اتحد مع بقية العناصر
كربون + هدروجين ليعطي الميتان
نتروجين + هدروجين ليعطي النشادر
أوكسجين + هدروجين ليعطي بخار الماء
بالإضافة لاتحاد الكربون مع الأوكسجين و تشكيل أول أوكسيد الكربون و ثاني أوكسيد الكربون
4- وبالتالي ساد الجو أربعة مركبات (الهليوم /الهدروجين/الميتان/بخار الماء/ النشادر) بالإضافة لمركبات الكربون السابقة الذكر
5- إن الغازات الخفيفة كالهدروجين و الهليوم ابتعدت في الفضاء الكوني أما الغازات الثقيلة
( الميتان/ بخار الماء / النشادر ) احتفظت بها الأرض مليارات من السنين
6- ليس لضياع الهليوم أثر كبير كونه غاز خامل
7- لكن فقدان الهدروجين أدى لسلسلة من التغيرات
فتفكك النشادر إلى هدروجين و نتروجين
أما الهدروجين أخذ طريقه مرة أخرى إلى الفضاء الخارجي و احتفظت الأرض بالنتروجين
وبالتالي لم يتبق في الأرض هدروجين أو غاز النشادر بكميات ذات قيمة
8- بقي الجو تهيمن عليه المركبات المرجعة كالميتان لكنها لم تحترق بسبب فقد المحرقات في حين يسود اليوم جو مؤكسد قابل لتأمين التنفس و قابل للاشتعال لتأمين الطاقة
9- في هذا الصدد لا ننسى بخار الماء الذي تكون من اتحاد الأوكسجين بالهدروجين و الذي ملأ الأرض و غطها بمحيط هائل يفصلها عن الجو
--------------------------------------------------------------------
ماذا حدث بعدها ....؟؟؟
10- نتج عن انحلال النشادر بالبحار و المناطق المائية إلى تشكل الأمونيوم ومن خلال تعرضها للأشعة فوق البنفسجية تم تركيب عدد من المركبات العضوية ( كحمض الأسبرتيك الأميني و الغلسين و الألانين و الغلوتاميك بالإضافة إلى حمض الفورميك و ألهيد الفورميك و حمض السياندريك و حمض الخل ....و البولة )
11- لقد أجرى ميلر (Miller) تجربته عام ( 1955م ) مقلداً الجو البدائي للأرض و حصل على المركبات السابقة مما يؤكد ماذكرناه سابقاً
12- كان لإنتاج البولة أثر كبير على العلم من حيث أن المركبات العضوية لاتنتج من قبل الأحياء فقط
13- أجريت أيضاً تجارب سوفييتية أكدت تجارب ميلر و أضافت أن جميع نتائج التخليق تتركب أولاً من حمض السياندريك ( HCN)
14- أكدت التجارب أيضاً على أن الجو السائد وقتها كان مرجعاً حيث أن النتائج السابقة لم تظهر عند إجراء التجربة في جو مؤكسد ( مزيج من النتروجين و الماء و ثاني أوكسيد الكربون )
15- كانت الخطوة الأخرة عام ( 1962 م) و جاءت النتائج مذهلة حيث تم تعريض المواد التي حصل عليها ميلر للأشعة فوق البنفسجية مما أدى لتشكيل بعض الأسس الآزوتية كالغوانين
16- وتتالت الطرق و التجارب حيث تم إنتاج الأدنين بتأثير الحرارة على مزيج من محلول النشادر و حمض السياندريك و تشكل الـ (DNA و RNA) بتعريض محاليل ألدهيد فورميك للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة غاما
ثم تشكل الأدينوزين وحيد الفوسفات (ATP) بتعريض الريبوز و الأدنين و المركبات الفوسفاتية إلى الأشعة فوق البنفسجية
ثم تشكلت سلاسل النكليوتيدات ......!!!
17- كانت كل تلك التفاعلات وقتها تحدث بما يشبه المغلي العضوي على سطح الأرض المعرض لأشعة الشمس
ولا ننسى العوامل المساعدة على تلك التفاعلات آنذاك كعمليات التفريغ الكهربائي بالبرق و البراكين ......
----------------------------------------
وتستمر التفاعلات .......................!!
18- كانت كثافة المغلي العضوي تنمو باطراد لأن الكتلة الحيوية المتكونة بواسطة الشمس تزداد بانتظام حتى أصبحت المواد العضوية ضخمة مع الزمن ..
حيث دلت التجارب إلى أنه يلزم (5 ملايين سنة ) لإظهار (10 كغ من المواد العضوية ) في المتر المربع و يعتبر هذا الزمن مدة زهيدة في مدرج الحقب البيولوجية وتكون أشبه بخمس أسابيع في حياة إنسان
19- إن تراكم المغلي العضوي أدى إلى تقارب و تماس بين الحموض الأمينية المختلفة مما أدى لظهور سلاسل قصيرة و بسيطة من الحموض أو ما يشبه البروتينات الصغيرة (Micro proteins) لكنها صغيرة منعزلة وغير مستقرة ولا يمكن تراكمها إلى تشكيل البروتينات
20- وهنا تتمكن سلاسل النكليوتيدات المتشكلة من الارتباط ارتباطاً وثيقاً مع البروتينات الصغيرة مما يؤمن للبروتينات الصغيرة الاستقرار و تترافق استطالتها تتطور كيفي حيث تفرض النكليوتيدات تكويناً معيناً على الحموض الأمينية التي تأخذها كشريكة و بالتالي فأن تكاثر النكليوتيدات سيتبعه تكاثر الحموض الأمينية المرتبطة بها و بالتالي تتكاثر البروتينات الصغيرة و يحدث اصطفاء لتتشكل البروتينات
إن الفيروسات تعتبر وسط خصب لدراسة التطور آنف الذكر فهي عبارة عن نمط مابين الجماد و الحي و تتكون أساساً من نكليوبروتينات
--------------------------------------------------------
وتكونت الخلية ......!!!!
21- إن الحياة في الحقيقة تفاعل جزيئي متسلسل بدأت من حوار النكليوتيدات و البروتينات ثم نبذت الحياة البدائية تحت وطأة حيوية التطور التي تضفي على الخطة الإجمالية صفة متحركة باتجاه التعقيد و التكاثر ومع ازدياد التعقيد و التكاثر في التكوينات الخلوية ازدادت أبعادها ولكن حجم الخلية لا يمكنه النمو دائماً لأن التبادلات مع الجو المحيط مرتبطة بسطح التماس الذي ينمو بسرعة أقل من الحجم وبالتالي تكون الخلايا محصورة بأحجامها ولا تأخذ أحجاماً هائلة
22- وأخذت الخلايا بالتكدس أولاً و نشأت مستوطنة يقوم أعضائها ( الخلايا ) بتأسيس تبادلات فيزداد نشاطها فيما لو كانت تصرفات الخلايا متكاملة و متناسقة وليست متشابهة
23- تتوقف الخلايا ذات الأصل لواحد عن انتهاج السلوك نفسه وتنجم بعض المفاضلات نتيجة تأثير الخلايا المتبادل لأن كل خلية تفرض جواً على جارتها يؤدي إلى تطور معين و عمل معين وهنا يبدأ التمايز للخلايا عن بعضها
24- وليزيد التمايز يرتبط ذلك بكون الإحاطة واسعة أو قليلة للخلية لذلك تنمو مجموعة من الخلايا وفق هندسة خاصة أي تتمكن الخلايا المتولدة من خلية واحدة أن تبدي وظائف مختلفة أولاً ثم تتكاثر بتوليد مجموعات تتوضع وفق هندسة معينة بدقة وهكذا يظفر العضو بالتشكل و يكتسب الجسم هيكلاً
---------------------------------------------------------
الطاقة ونشوء النبات .............!!!
25- إن المواد الأولية للحياة صنعت بواسطة الطاقة الناتجة عن دورة المياه بفعل الطاقة الشمسية فوجدت الأحياء التي لم تستطع الاستغناء عنها
26- حيث يتصف الأدينوزين ثلاثي الفوسفات بوجود ثلاثة مجموعات فوسفات في حين أن النكليوتيدات تحوي فقط واحدة و بالتالي يميل إلى التحول إلى أدينوزين ثنائي فوسفات (ADP) محرراً بعض طاقته و يصبح جاهز للشحن مرة أخره فهو مخزن ووسيط للطاقة كانت له عندئذ مساهمة كبيرة في الحركة الكبرى للحياة
27- لكن من أين المصدر الأساسي للطاقة : تأخذ دورة المياه الكيميائية شكلاً جديداً لأن بعض مواد المغلي البدائي سيق ليقوم بدور الابيال الضوئية الطبيعية ( حيث إن اتحاد بعض المعادن مع بعض المركبات العضوية أنتج بالفعل مركبات حساسة للضوء مثل ( البورفيرين الناتج عن اتحاد البيرول مع مركبات الحديد )
و اليخضور الناتج عن اتحاد البيرول مع مركبات المغنزيوم
28- ليس الغاية من العمليات السابقة أنفة الذكر هو إنتاج تيار كهربائي فان الحياة تعمل على المستوى الجزيئي بل الغاية هو تأمين انتقال الشحنة القادرة على تحويل بعض مركبات قد أدخلت فيها بعض الجزيئات المائية
29- وعلى هذا النحو اتجه التطور الطبيعي للمواد الحيوية المثبتة للماء فأخذت تحطم و تفكك الجزيئات تدريجياً وهكذا سينتظم المعمل النباتي الذي سيكون الماء مادته الأولى و الذي بفضل الابيال البيولوجية الضوئية أصبحت طاقته هي الضوء البسيط المرئي
30- وبما أنه كانت كمية الطاقة الناتجة متناسبة طرداً مع سطح الابيال الضوئية نزعت الأخيرة لاتخاذ السطح الأكبر لكتلة معينة من المادة الحية مما ساهم بنشوء الورقة
31- وبالتالي تطورت الدورة الكيميائية للمياه تحت إشراف المادة الحية وذلك بتخزين الهدروجين في المركبات (ATP) ولكن مع صعوبة الأمر بدأ إدخال مركبات الطاقة في مركبات أكثر استقراراً كالغلوكوز ذو الطاقة العالية حيث أن كل جزيء منه يحوي (38ATP)
32- لكن الغلوكوز لا يمثل اطلاقاً المرحلة النهائية لتخزين الهدروجين لأنه قابل للانحلال و بالتالي اجتمعت عدة جزيئات منه لتشكيل النشاء الغير منحل وهكذا أصبح النبات مخزوناً لطاقة هائلة بفضل احتوائه على كميات كبيرة من النشاء
---------------------------------------------------------------------------
واستمر التطور .......................!!
33- ثم استولت الحياة على الحركة و اكتسبتها بكل بساطة لأن بعض الظواهر الكيميائية سعت بالخلية لأن تتحرك
34- وبفضل الحركة توسع حقل النشاط فتعلمت الخلية الاندفاع بنفسها و اكتسبت الحيوانات أطرافها دون أن تدرك أنها تتنقل
35- وتتابع العمل نفسه في مرحلة تصنيع الإنسان الذي قلما يعلم كيف يتنبأ عن تطور أعماله
36- كم هو مدهش ماهو معروف اليوم عن التنظيم الدقيق عند الكائنات الحية المتطورة التي تظهر تعقيداً يتحدى الخيال كل وظيفة تعمل على تداخل كثير من المواد ذات الدقة العجيبة لأن الحياة استعملت طريقة( الخطوة ثم الخطوة ) فكل كائن وكل عضو قد تحسن بالتكرار لأن المواد المسئولة عن وظائفه تطورت باتجاه التكامل و التحسن
--------------------------------------------------------
لماذا الموت اذاً................؟؟؟؟
37- لأن الموت يزيل العثرة أمام التطور فهو يُزيل المستهلك بعد أن أدى وظيفته
38- ولولا الموت لنفذت المادة العضوية فهو الحل الأمثل لاستمرار الحياة
------------------------------------------------------
انتهى بعون الله
نقلاً عن كتاب ميكرو بيولوجيا المياه للدكتور عدنان احمد علي نظام
و الذي يدرَس بكلية العلوم جامعة دمشق 2008
طارق عيد توتنجي
إن هذا الموضوع له علاقة وثيقة بعلم الأحياء الدقيقة إذ أن الأحياء الدقيقة تعتبر أول الكائنات الحية على سطح الأرض
ولكن هذا الموضوع لا يعبر عن رأيي بل هو متناقض كثيراً معه وقمت بنقله فقط لكي أسمع أرائكم وأطروحاتكم و تفسيراتكم و اعتراضاتكم على الموضوع
ولا أخفي عليكم أنني قارنت الموضوع مع كثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم ومنها
َ(يا أيها النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج : 5])
وقلت في نفسي ربما خلق الإنسان من تراب يعني ذلك المغلي العضوي الذي سيأتي ذكره الآن في الموضوع
لذلك أرجو مساعدتي و إمدادي بالمراجع و الكتب و المواقع التي تفيدني في هذا الموضوع
ملاحظة : الرجاء عدم نشر هذا الموضوع من قبل أي شخص لكي لا أكتسب أي وزر نتيجة ذلك
لنبدأ الموضوع :
الجو الأصلي ( البدائي ) ............
1- ساهمت الجاذبية الأرضية رحلة من تشكل الأرض بالحفاظ على الغازات التي بجوارها
2- كانت الأرض حينئذ طينية تسودها خمس عناصر هي (H/He/C/N/O )
3- كان أغزرها و أنشطها غاز الهدروجين الذي و إذ لم يستطيع الاتحاد مع الهليوم الخامل فلقد اتحد مع بقية العناصر
كربون + هدروجين ليعطي الميتان
نتروجين + هدروجين ليعطي النشادر
أوكسجين + هدروجين ليعطي بخار الماء
بالإضافة لاتحاد الكربون مع الأوكسجين و تشكيل أول أوكسيد الكربون و ثاني أوكسيد الكربون
4- وبالتالي ساد الجو أربعة مركبات (الهليوم /الهدروجين/الميتان/بخار الماء/ النشادر) بالإضافة لمركبات الكربون السابقة الذكر
5- إن الغازات الخفيفة كالهدروجين و الهليوم ابتعدت في الفضاء الكوني أما الغازات الثقيلة
( الميتان/ بخار الماء / النشادر ) احتفظت بها الأرض مليارات من السنين
6- ليس لضياع الهليوم أثر كبير كونه غاز خامل
7- لكن فقدان الهدروجين أدى لسلسلة من التغيرات
فتفكك النشادر إلى هدروجين و نتروجين
أما الهدروجين أخذ طريقه مرة أخرى إلى الفضاء الخارجي و احتفظت الأرض بالنتروجين
وبالتالي لم يتبق في الأرض هدروجين أو غاز النشادر بكميات ذات قيمة
8- بقي الجو تهيمن عليه المركبات المرجعة كالميتان لكنها لم تحترق بسبب فقد المحرقات في حين يسود اليوم جو مؤكسد قابل لتأمين التنفس و قابل للاشتعال لتأمين الطاقة
9- في هذا الصدد لا ننسى بخار الماء الذي تكون من اتحاد الأوكسجين بالهدروجين و الذي ملأ الأرض و غطها بمحيط هائل يفصلها عن الجو
--------------------------------------------------------------------
ماذا حدث بعدها ....؟؟؟
10- نتج عن انحلال النشادر بالبحار و المناطق المائية إلى تشكل الأمونيوم ومن خلال تعرضها للأشعة فوق البنفسجية تم تركيب عدد من المركبات العضوية ( كحمض الأسبرتيك الأميني و الغلسين و الألانين و الغلوتاميك بالإضافة إلى حمض الفورميك و ألهيد الفورميك و حمض السياندريك و حمض الخل ....و البولة )
11- لقد أجرى ميلر (Miller) تجربته عام ( 1955م ) مقلداً الجو البدائي للأرض و حصل على المركبات السابقة مما يؤكد ماذكرناه سابقاً
12- كان لإنتاج البولة أثر كبير على العلم من حيث أن المركبات العضوية لاتنتج من قبل الأحياء فقط
13- أجريت أيضاً تجارب سوفييتية أكدت تجارب ميلر و أضافت أن جميع نتائج التخليق تتركب أولاً من حمض السياندريك ( HCN)
14- أكدت التجارب أيضاً على أن الجو السائد وقتها كان مرجعاً حيث أن النتائج السابقة لم تظهر عند إجراء التجربة في جو مؤكسد ( مزيج من النتروجين و الماء و ثاني أوكسيد الكربون )
15- كانت الخطوة الأخرة عام ( 1962 م) و جاءت النتائج مذهلة حيث تم تعريض المواد التي حصل عليها ميلر للأشعة فوق البنفسجية مما أدى لتشكيل بعض الأسس الآزوتية كالغوانين
16- وتتالت الطرق و التجارب حيث تم إنتاج الأدنين بتأثير الحرارة على مزيج من محلول النشادر و حمض السياندريك و تشكل الـ (DNA و RNA) بتعريض محاليل ألدهيد فورميك للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة غاما
ثم تشكل الأدينوزين وحيد الفوسفات (ATP) بتعريض الريبوز و الأدنين و المركبات الفوسفاتية إلى الأشعة فوق البنفسجية
ثم تشكلت سلاسل النكليوتيدات ......!!!
17- كانت كل تلك التفاعلات وقتها تحدث بما يشبه المغلي العضوي على سطح الأرض المعرض لأشعة الشمس
ولا ننسى العوامل المساعدة على تلك التفاعلات آنذاك كعمليات التفريغ الكهربائي بالبرق و البراكين ......
----------------------------------------
وتستمر التفاعلات .......................!!
18- كانت كثافة المغلي العضوي تنمو باطراد لأن الكتلة الحيوية المتكونة بواسطة الشمس تزداد بانتظام حتى أصبحت المواد العضوية ضخمة مع الزمن ..
حيث دلت التجارب إلى أنه يلزم (5 ملايين سنة ) لإظهار (10 كغ من المواد العضوية ) في المتر المربع و يعتبر هذا الزمن مدة زهيدة في مدرج الحقب البيولوجية وتكون أشبه بخمس أسابيع في حياة إنسان
19- إن تراكم المغلي العضوي أدى إلى تقارب و تماس بين الحموض الأمينية المختلفة مما أدى لظهور سلاسل قصيرة و بسيطة من الحموض أو ما يشبه البروتينات الصغيرة (Micro proteins) لكنها صغيرة منعزلة وغير مستقرة ولا يمكن تراكمها إلى تشكيل البروتينات
20- وهنا تتمكن سلاسل النكليوتيدات المتشكلة من الارتباط ارتباطاً وثيقاً مع البروتينات الصغيرة مما يؤمن للبروتينات الصغيرة الاستقرار و تترافق استطالتها تتطور كيفي حيث تفرض النكليوتيدات تكويناً معيناً على الحموض الأمينية التي تأخذها كشريكة و بالتالي فأن تكاثر النكليوتيدات سيتبعه تكاثر الحموض الأمينية المرتبطة بها و بالتالي تتكاثر البروتينات الصغيرة و يحدث اصطفاء لتتشكل البروتينات
إن الفيروسات تعتبر وسط خصب لدراسة التطور آنف الذكر فهي عبارة عن نمط مابين الجماد و الحي و تتكون أساساً من نكليوبروتينات
--------------------------------------------------------
وتكونت الخلية ......!!!!
21- إن الحياة في الحقيقة تفاعل جزيئي متسلسل بدأت من حوار النكليوتيدات و البروتينات ثم نبذت الحياة البدائية تحت وطأة حيوية التطور التي تضفي على الخطة الإجمالية صفة متحركة باتجاه التعقيد و التكاثر ومع ازدياد التعقيد و التكاثر في التكوينات الخلوية ازدادت أبعادها ولكن حجم الخلية لا يمكنه النمو دائماً لأن التبادلات مع الجو المحيط مرتبطة بسطح التماس الذي ينمو بسرعة أقل من الحجم وبالتالي تكون الخلايا محصورة بأحجامها ولا تأخذ أحجاماً هائلة
22- وأخذت الخلايا بالتكدس أولاً و نشأت مستوطنة يقوم أعضائها ( الخلايا ) بتأسيس تبادلات فيزداد نشاطها فيما لو كانت تصرفات الخلايا متكاملة و متناسقة وليست متشابهة
23- تتوقف الخلايا ذات الأصل لواحد عن انتهاج السلوك نفسه وتنجم بعض المفاضلات نتيجة تأثير الخلايا المتبادل لأن كل خلية تفرض جواً على جارتها يؤدي إلى تطور معين و عمل معين وهنا يبدأ التمايز للخلايا عن بعضها
24- وليزيد التمايز يرتبط ذلك بكون الإحاطة واسعة أو قليلة للخلية لذلك تنمو مجموعة من الخلايا وفق هندسة خاصة أي تتمكن الخلايا المتولدة من خلية واحدة أن تبدي وظائف مختلفة أولاً ثم تتكاثر بتوليد مجموعات تتوضع وفق هندسة معينة بدقة وهكذا يظفر العضو بالتشكل و يكتسب الجسم هيكلاً
---------------------------------------------------------
الطاقة ونشوء النبات .............!!!
25- إن المواد الأولية للحياة صنعت بواسطة الطاقة الناتجة عن دورة المياه بفعل الطاقة الشمسية فوجدت الأحياء التي لم تستطع الاستغناء عنها
26- حيث يتصف الأدينوزين ثلاثي الفوسفات بوجود ثلاثة مجموعات فوسفات في حين أن النكليوتيدات تحوي فقط واحدة و بالتالي يميل إلى التحول إلى أدينوزين ثنائي فوسفات (ADP) محرراً بعض طاقته و يصبح جاهز للشحن مرة أخره فهو مخزن ووسيط للطاقة كانت له عندئذ مساهمة كبيرة في الحركة الكبرى للحياة
27- لكن من أين المصدر الأساسي للطاقة : تأخذ دورة المياه الكيميائية شكلاً جديداً لأن بعض مواد المغلي البدائي سيق ليقوم بدور الابيال الضوئية الطبيعية ( حيث إن اتحاد بعض المعادن مع بعض المركبات العضوية أنتج بالفعل مركبات حساسة للضوء مثل ( البورفيرين الناتج عن اتحاد البيرول مع مركبات الحديد )
و اليخضور الناتج عن اتحاد البيرول مع مركبات المغنزيوم
28- ليس الغاية من العمليات السابقة أنفة الذكر هو إنتاج تيار كهربائي فان الحياة تعمل على المستوى الجزيئي بل الغاية هو تأمين انتقال الشحنة القادرة على تحويل بعض مركبات قد أدخلت فيها بعض الجزيئات المائية
29- وعلى هذا النحو اتجه التطور الطبيعي للمواد الحيوية المثبتة للماء فأخذت تحطم و تفكك الجزيئات تدريجياً وهكذا سينتظم المعمل النباتي الذي سيكون الماء مادته الأولى و الذي بفضل الابيال البيولوجية الضوئية أصبحت طاقته هي الضوء البسيط المرئي
30- وبما أنه كانت كمية الطاقة الناتجة متناسبة طرداً مع سطح الابيال الضوئية نزعت الأخيرة لاتخاذ السطح الأكبر لكتلة معينة من المادة الحية مما ساهم بنشوء الورقة
31- وبالتالي تطورت الدورة الكيميائية للمياه تحت إشراف المادة الحية وذلك بتخزين الهدروجين في المركبات (ATP) ولكن مع صعوبة الأمر بدأ إدخال مركبات الطاقة في مركبات أكثر استقراراً كالغلوكوز ذو الطاقة العالية حيث أن كل جزيء منه يحوي (38ATP)
32- لكن الغلوكوز لا يمثل اطلاقاً المرحلة النهائية لتخزين الهدروجين لأنه قابل للانحلال و بالتالي اجتمعت عدة جزيئات منه لتشكيل النشاء الغير منحل وهكذا أصبح النبات مخزوناً لطاقة هائلة بفضل احتوائه على كميات كبيرة من النشاء
---------------------------------------------------------------------------
واستمر التطور .......................!!
33- ثم استولت الحياة على الحركة و اكتسبتها بكل بساطة لأن بعض الظواهر الكيميائية سعت بالخلية لأن تتحرك
34- وبفضل الحركة توسع حقل النشاط فتعلمت الخلية الاندفاع بنفسها و اكتسبت الحيوانات أطرافها دون أن تدرك أنها تتنقل
35- وتتابع العمل نفسه في مرحلة تصنيع الإنسان الذي قلما يعلم كيف يتنبأ عن تطور أعماله
36- كم هو مدهش ماهو معروف اليوم عن التنظيم الدقيق عند الكائنات الحية المتطورة التي تظهر تعقيداً يتحدى الخيال كل وظيفة تعمل على تداخل كثير من المواد ذات الدقة العجيبة لأن الحياة استعملت طريقة( الخطوة ثم الخطوة ) فكل كائن وكل عضو قد تحسن بالتكرار لأن المواد المسئولة عن وظائفه تطورت باتجاه التكامل و التحسن
--------------------------------------------------------
لماذا الموت اذاً................؟؟؟؟
37- لأن الموت يزيل العثرة أمام التطور فهو يُزيل المستهلك بعد أن أدى وظيفته
38- ولولا الموت لنفذت المادة العضوية فهو الحل الأمثل لاستمرار الحياة
------------------------------------------------------
انتهى بعون الله
نقلاً عن كتاب ميكرو بيولوجيا المياه للدكتور عدنان احمد علي نظام
و الذي يدرَس بكلية العلوم جامعة دمشق 2008
تعليق