جت العطلة وجيت معاها.. :sm188:
كيفكم؟؟ وكيف النتايج للي يدرسو؟؟ اتحملوني هذي الأيام واتحملوا مشاركاتي لأني حرجع أختفي ثانية مع أزمة الدراسة :sm195: ولو سمحتوا ما تنسوني من دعواتكم ..
لمن يتذكر، خلال أحد المواضيع تكلمنا عن الطموح لدى الطالب في صفوف الدراسة.. وكيف أن هذا الطموح ذاته والتشوق لرؤية المستقبل يتم ضموره مع الأيام إلى أن يتلاشى في فترة العمل.. وقتها وعدت أن أضع بين أيديكم قصة كنت قد قرأتها في المرحلة المتوسطة من كتاب (صلاح الأمة في علو الهمة).. ووعيت منها الوجه الظاهري ومررت بالعبرة مرور المتنبه اليقظان.. كانت العبرة البارزة في هذه القصة هي حكاية الإصرار والحرص على العمل وعدم ادخار أي جهد لمن أراد تحقيق بغيته والسعي الجاد لذلك.. والأمنيات لا تتحقق بالنوم والأحلام!!
كانت القصة تقول..
يتحدث الطالب الياباني "أوساهير" الذي بعثته الحكومة اليابانية لدراسة أصول الميكانيكا في جامعة هامبورج في ألمانيا فيقول: لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الألماني لما وصلت إلي شيء. كنت أحلم أن أتعلم كيفية صنع محرك صغير. كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية فإذا عرفت كيف تصنع سوف أضع يدي علي سر هذه الصناعة. وكنت قد قرأت كل النظريات حتى عرفتها.. ولكنني ظللت أمام المحرك أقف عاجزاً أمام لغز لا يحل.. وذات يوم، قرأت عن معرض للمحركات وكان ذلك أول الشهر فذهبت واشتريت محرك بقوة حصانين وكان ثمنه يعادل مرتبي كله ..فاشتريت هذا المحرك وحملته لحجرتي وكان ثقيلاً جداً.. وضعته علي الطاولة وجعلت أنظر إليه كتاج من الجواهر وقلت لنفسي هذا هو سر قوة أوروبا وحضارتها.. لو استطعت أن اصنع محرك مثل هذا لغيرت تاريخ اليابان…
طاف بذهني طائف أن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال شتي لو أنني استطعت أن أفك هذا المحرك وأعيد تركيبه مرة أخرى بالطريقة نفسها... وبحثت في رفوف الكتب التي عندي حتى عثرت علي الرسوم الخاصة بالمحركات.. ومضيت أعمل ورسمت المحرك بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه ثم جعلت أفككه قطعة قطعة.. وكلما فككت قطعة رسمتها علي الورق بدقة وأعطيها رقماً.. وشيئا فشيء فككته كله..
بعدها جلست أعيد تركيبه مرة أخرى وشغلته فاشتغل.. فكاد قلبي يقف من الفرحة!! استغرقت هذه العملية ثلاثة أيام كنت آكل في اليوم وجبه واحدة ولا أنام إلا بما يمكنني من مواصلة العمل.. وصل الخبر إلى رئيس بعثتنا فقال: حسناً ما فعلت الآن لا بد من اختبار.. سآتيك بمحرك متعطل وعليك أن تفكه وتكتشف مكان العطل وتصححه وتجعل هذا المحرك يعمل.. يقول "أوساهير": فنظرت إلي هذا المحرك لأنه أكبر وغريب الشكل جلست أدور حوله مرة ومرة وعزمت علي التحدي فكلفتني هذه العمليات عشرة أيام من العمل المتواصل وعرفت موضع العطل فقد كانت ثلاث قطع من المحرك بالية ومتآكلة صنعت غيرها بيدي بالمطرقة والمبرد..
بعدها قال لي رئيس البعثة الذي كان يتولي قيادتي روحياً عليك أن تصنع القطع الميكانيكية بنفسك ثم تركبها ليصبح محركاً.. ولكي أستطيع فعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد بدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراة كما أراد مني أستاذي الألماني تحولت إلي عامل ألبس بذلة زرقاء وأقف صاغراً إلي جانب عامل صهر المعادن فكنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم حتي كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء (!!)..
قضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة يومياً وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة وخلال الليل كنت أراجع قواعد الصناعة علي الطبيعة..
وعلم الميكادو وهو حاكم اليابان بأمري..فأرسل لي خمسة آلاف جنية إنجليزي ذهباً فاشتريت بها فوراً أدوات تكفي لصنع محركات كاملة من ألمانيا.. وعندما وصلت إلى "نجازاكي" قيل لي أن الميكادو يريد مقابلتي. .فقلت إني لا أستحق مقابلة الميكادو إلا بعد أن أصنع محركاً يابانياً كاملاً فاجتهدت لأنشئ مصنعاً صغيراً لصنع محركات يابانية كاملة فأحضرت الأدوات واشتريت ما يلزمني من صناعات بسيطة وبعد وقت من الجهد والتعب استطعت أن أصنع ما كنت أهدف إليه.. وفي يوم كأنه عيد بالنسبة لي حملت مع مساعدي عشرة محركات صنعتها بنفسي ( صنع في اليابان ) وحملناها قطعة قطعة إلى قصر الميكادو حاكم اليابان فقال لي: هذه أعذب موسيقي سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة. أنشئ بعدها مصنع أكبر للمحركات بأمر الميكادو وتم تدريب اليابانيين على العمل فيه.... وبذلك نقلنا حضارة أوروبا إلى اليابان.. وصدرنا صناعتنا للغرب..
[align=center]*********
*******
*****
***
*[/align]
والآن بعد استراحة لاستعادة الأنفاس ومعاودة الوقوف ثانية.. نرى الوجه الآخر للحكاية..
فبطل القصة الحقيقي هو (الميكادو) أما (أوساهير) فعلى الرغم من جهده الكبير إلا أنه كان يمكن لهذا المجهود ألا يرى النور لولا دعم (الميكادو) المادي والمعنوي على الأخص..
فكم من (أوساهير) بيننا.. وكم من (أوساهير) نعرفه وقد تبنته الأيدي الأجنبية للتطوير والتصنيع..
نعم.. هناك اهتمام بالطلاب المميزين.. وبدأت طلائع البشرى تلوح من بعيد.. وهي وإن جاءت متأخرة.. فإننا سنظل نصرخ من أماكننا الآن.. المزيد المزيد يا (ميكادو)..:sm170:
.
كيفكم؟؟ وكيف النتايج للي يدرسو؟؟ اتحملوني هذي الأيام واتحملوا مشاركاتي لأني حرجع أختفي ثانية مع أزمة الدراسة :sm195: ولو سمحتوا ما تنسوني من دعواتكم ..
لمن يتذكر، خلال أحد المواضيع تكلمنا عن الطموح لدى الطالب في صفوف الدراسة.. وكيف أن هذا الطموح ذاته والتشوق لرؤية المستقبل يتم ضموره مع الأيام إلى أن يتلاشى في فترة العمل.. وقتها وعدت أن أضع بين أيديكم قصة كنت قد قرأتها في المرحلة المتوسطة من كتاب (صلاح الأمة في علو الهمة).. ووعيت منها الوجه الظاهري ومررت بالعبرة مرور المتنبه اليقظان.. كانت العبرة البارزة في هذه القصة هي حكاية الإصرار والحرص على العمل وعدم ادخار أي جهد لمن أراد تحقيق بغيته والسعي الجاد لذلك.. والأمنيات لا تتحقق بالنوم والأحلام!!
كانت القصة تقول..
يتحدث الطالب الياباني "أوساهير" الذي بعثته الحكومة اليابانية لدراسة أصول الميكانيكا في جامعة هامبورج في ألمانيا فيقول: لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الألماني لما وصلت إلي شيء. كنت أحلم أن أتعلم كيفية صنع محرك صغير. كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية فإذا عرفت كيف تصنع سوف أضع يدي علي سر هذه الصناعة. وكنت قد قرأت كل النظريات حتى عرفتها.. ولكنني ظللت أمام المحرك أقف عاجزاً أمام لغز لا يحل.. وذات يوم، قرأت عن معرض للمحركات وكان ذلك أول الشهر فذهبت واشتريت محرك بقوة حصانين وكان ثمنه يعادل مرتبي كله ..فاشتريت هذا المحرك وحملته لحجرتي وكان ثقيلاً جداً.. وضعته علي الطاولة وجعلت أنظر إليه كتاج من الجواهر وقلت لنفسي هذا هو سر قوة أوروبا وحضارتها.. لو استطعت أن اصنع محرك مثل هذا لغيرت تاريخ اليابان…
طاف بذهني طائف أن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال شتي لو أنني استطعت أن أفك هذا المحرك وأعيد تركيبه مرة أخرى بالطريقة نفسها... وبحثت في رفوف الكتب التي عندي حتى عثرت علي الرسوم الخاصة بالمحركات.. ومضيت أعمل ورسمت المحرك بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه ثم جعلت أفككه قطعة قطعة.. وكلما فككت قطعة رسمتها علي الورق بدقة وأعطيها رقماً.. وشيئا فشيء فككته كله..
بعدها جلست أعيد تركيبه مرة أخرى وشغلته فاشتغل.. فكاد قلبي يقف من الفرحة!! استغرقت هذه العملية ثلاثة أيام كنت آكل في اليوم وجبه واحدة ولا أنام إلا بما يمكنني من مواصلة العمل.. وصل الخبر إلى رئيس بعثتنا فقال: حسناً ما فعلت الآن لا بد من اختبار.. سآتيك بمحرك متعطل وعليك أن تفكه وتكتشف مكان العطل وتصححه وتجعل هذا المحرك يعمل.. يقول "أوساهير": فنظرت إلي هذا المحرك لأنه أكبر وغريب الشكل جلست أدور حوله مرة ومرة وعزمت علي التحدي فكلفتني هذه العمليات عشرة أيام من العمل المتواصل وعرفت موضع العطل فقد كانت ثلاث قطع من المحرك بالية ومتآكلة صنعت غيرها بيدي بالمطرقة والمبرد..
بعدها قال لي رئيس البعثة الذي كان يتولي قيادتي روحياً عليك أن تصنع القطع الميكانيكية بنفسك ثم تركبها ليصبح محركاً.. ولكي أستطيع فعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد بدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراة كما أراد مني أستاذي الألماني تحولت إلي عامل ألبس بذلة زرقاء وأقف صاغراً إلي جانب عامل صهر المعادن فكنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم حتي كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء (!!)..
قضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة يومياً وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة وخلال الليل كنت أراجع قواعد الصناعة علي الطبيعة..
وعلم الميكادو وهو حاكم اليابان بأمري..فأرسل لي خمسة آلاف جنية إنجليزي ذهباً فاشتريت بها فوراً أدوات تكفي لصنع محركات كاملة من ألمانيا.. وعندما وصلت إلى "نجازاكي" قيل لي أن الميكادو يريد مقابلتي. .فقلت إني لا أستحق مقابلة الميكادو إلا بعد أن أصنع محركاً يابانياً كاملاً فاجتهدت لأنشئ مصنعاً صغيراً لصنع محركات يابانية كاملة فأحضرت الأدوات واشتريت ما يلزمني من صناعات بسيطة وبعد وقت من الجهد والتعب استطعت أن أصنع ما كنت أهدف إليه.. وفي يوم كأنه عيد بالنسبة لي حملت مع مساعدي عشرة محركات صنعتها بنفسي ( صنع في اليابان ) وحملناها قطعة قطعة إلى قصر الميكادو حاكم اليابان فقال لي: هذه أعذب موسيقي سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة. أنشئ بعدها مصنع أكبر للمحركات بأمر الميكادو وتم تدريب اليابانيين على العمل فيه.... وبذلك نقلنا حضارة أوروبا إلى اليابان.. وصدرنا صناعتنا للغرب..
[align=center]*********
*******
*****
***
*[/align]
والآن بعد استراحة لاستعادة الأنفاس ومعاودة الوقوف ثانية.. نرى الوجه الآخر للحكاية..
فبطل القصة الحقيقي هو (الميكادو) أما (أوساهير) فعلى الرغم من جهده الكبير إلا أنه كان يمكن لهذا المجهود ألا يرى النور لولا دعم (الميكادو) المادي والمعنوي على الأخص..
فكم من (أوساهير) بيننا.. وكم من (أوساهير) نعرفه وقد تبنته الأيدي الأجنبية للتطوير والتصنيع..
نعم.. هناك اهتمام بالطلاب المميزين.. وبدأت طلائع البشرى تلوح من بعيد.. وهي وإن جاءت متأخرة.. فإننا سنظل نصرخ من أماكننا الآن.. المزيد المزيد يا (ميكادو)..:sm170:
.
تعليق