الحلقة ال60
خلاص ميرنا وابويا راحوا ... وقبلهم فاطمة .. دلوقتي من بقالي في الدنيا دي .. والاب والزوجة والاخت .. كلهم فقدتهم .... يالا الله قد ايه الحياة دي قاسية علينا .. استغفر الله العظيم .. ايه اللي انا بقوله دى .. اصلا انا قاعد هنا بعمل ايه .. المفروض اتحرك اعمل حاجة .. مش قاعد مكاني كدة .. لحظة هو عبد العزيز قالي ابويا واختي فين .. الابواب كتيرة قدامه .. مش عارف يفتح اي باب منهم ... لازم يشوفهم دلوقي هو انا قاعد مستني ايه ... مرت الممرضة من جمبه ..
عمر : لوسمحتي
الممرضة : نعم
عمر : ابويا واختي كانوا في حادثة سيارة ومش عارف هما في اي اوضة ..
الممرضة : مش ممكن تشوف اختك لانها في غرفة العمليات
عمر استغرب هو فهم من رهف ان ميرنا ماتت مع ابوه ودلوقتي هي حية وفي غرفة العمليات
وبصتله الممرضة بنظرة حزن وشفقة ... الامل دب في نفس عمر من ناحية ابوه .. بس الممرضة ما سابتلهوش فرصة يفكر ..
كملت الممرضة : انا اسفة
عمر : هو فين ؟
وخدته المرضة الى اوضة ابوه .. دخل الاوضة وهو وراها وهو مهيء نفسيا عشان يشوف ابوه .. ما كانش حاسس بنفسه ... جواه كان في شويةراحة عشان اخته ميرنا وحزن كبييررررر عشان ابوه ... اول ما شاف وش ابوه السمح .. ما قدرش يمسك نفسه .. لف على الممرضة ..
عمر : لو سمحتي ممكن تسيبني لوحدي معاه
ابتسمت ليه الممرضة .. وخرجت وقلت الباب وراها .. وقف فترة مكانه ...وهو يحاول يتماسك .. قعد على طرف السرير بتردد.. لمست اديه بالغلط ايد ابوه ...حس ببرودته .. اتقبض قلبه .. وما قدرش يصبر اكتر منكدة .. ونزلت دموعة .. وانهار اكتر ..
وقفت السياره قدام البيت .. فضل قاعد في مكانه ومتردد انه ينزل .. ازاي اواجه امي .. وحقولها ايه .. بصيت لرهف .. شافها على حالتها سرحانة .. ياربي اعمل ايه .. فتح الباب وراح لجهت رهف .. ومسكها وهي ما بتتحركش ..
عبدالعزيز: رهف ؟؟
لفت رهف لناحيته ... بس مش واعية لاخوها .. شدها من اديها ..
عبدالعزيز : يالا يا حبيبتي وصلنا البيت
وزي الانسان الالي .. نزلت وعبد العزيز ماسكها .. وسندها وهي ماشية جامبه ...دخل البيت وهي مسندها ....
فوزية كانت قاعدة على اعصابها .. مستنية عبد العزيز يتصل بيها ويطمنها .. اول ما سمعت صوت الباب يتفتح.. طارت عند الباب .. بصت لرهف .. ما خدش بالها منها .. رجوع بنتها هدى اعصابها شوية .. الحمد لله وصلوا بالسلامة ...
فوزيه: واخيرا جيتوا
اتغير ملامح وشها وانتبهت لعبد العزيز وهو مسندها .. والجرح على جبهتها .. غير اديها المضمومة على صدرها .. وقعت عين عبد العزيز في عين امه وعلى طول بعد عنيه عن امه .. مش عايزاها تقرا اللي في عنيه ... مش عايزها تعرف باللي حصل .. نس ازاي مصيرها حتعرف
فوزيه بخوف: ايه اللي حصل .. وفين ابوكي واختك ؟؟
اكتفى عبدالعزيز بالصمت .. قربت منهم فوزيه ..
فوزيه: مالكم اتكلموا ... ليه ساكتين ... عبد العزيز ... رهف
قالت اسماءهم بزعيق ... رهف فاقت من سرحانها والتوهة اللي كانت تايهة فيها .. ولفت عنيها على الصالة كلها وهي مش في وعيها .. واستقرت عنيها على امها . اول ما شافت نظرة امها الخايفة والقلقانة .. استخبت تحت دراع .. وفجأة اترمت في حضن امها ... ضمتها جامد وهي بتعيط بصوت قطع قلبها ... مع ان فوزية لغاية دلوقتي مش فاهمة ال موضوع ...... قعدت تعيط مع بنتها اللي انهارت في حضنها .. وزادت فوزية في حضن رهف ...الاثنين واقفين وبيشوفوا الموقف وهما ما بيتحركوش في مكانهم ... واحد يتمنى ان الارض تتشق وتبلعه .. والثاني عايش حيرة ومش عارف ازاي يتصرف ...
فوزية : رهف يا حبيبتي ... مالكم ايه اللي حصل ... عبدالعزيز اتكلم في ايه ؟
قرب عبدالعزيز من عند اخته ... وسحبها من حضن امه ..
عبدالعزيز: خلاص يا حبيبتى رهف ... خلاص..
انتقلت رهف لحضن اخوها وهي بتكمل عياطها ... خلاص صحيت من ا لحالة اللي كانت فيها .... قلب عبد العزيز كان بيتقطع ... كان نفسه يعيط وماسك نفسه ... ومش عايز يضعف عشان امه واخته .... كفاية القلق اللي امه عايشاه ... مع ان عياط رهف قلقها زيادة بس مش قادر ينطق ولا كلمة ... رفع راسه وبص لامه اللي مستنياه وكان في الف سؤال في عنيها ... اللي كانت مليانة دموع ... وهو بيبصلها وهو ساكت وبيتكلم في سره ... وفري دموع للخبر اللي حتسمعيه .. بلاش عياط دلوقتي
عند الباب كانت سارة واقفة وبتبص للموقف ... وهي خايفة تقرب وخايفة تبعد في نفس الوقت .... متجمدة في مكانها .. وكانت حاسة ان قلبها مقبوض قوووي . ... وقعدت تترقب عبد العزيز او رهف حد منهم يتكلم يقول ايه اللي حصل ..
عبدالعزيز: ياماما رهف عايزة ترتاح حوديها لاوضتها
مسكته فوزيه من ذراعه قبل ما يتحرك
فوزيه: مش حتروح في حتة غير لما تقولي ايه اللي حصل
اول مرة تتدخل سارة ... قربت منهم ومسكت رهف اللي كانت في حضن اخوها وبتعيط بهستيريا .
سارة : انا حاخد رهف
بصلهاعبد العزيز .... من امتى وانتي هنا... ابتسمت ليه بتردد .. وخدت رهف منه .. وطلعت لاوضة رهف عشان تستريح ...
فوزيه: ودلوقتي ممكن اعرف ايه اللي حصل وفين ابوك وعمر وميرنا ..
عبدالعزيز : طيب قعدي يا ماما واهدي في الاول
فوزيه بدت تعصب .. وبكل تصميم: مش حقعد ولا حستريح الا لما ترد عليا
ما قدرش عبد العزيز ينطق بكلمة : ما فيهمش حاجة ما تقلقيش ياماما هما بخير
فوزية : ما دام هما بخير ليه ما جوش معاكم وليه رهف اديها متجبسه ومتعورة
عبدالعزيز: حقولك يا ماما بس ماتقلقيش ... هما حصلتلهم حادثة
ما كملش كلامه الا وامه اغمى عليه ووقعت على الارض ..
عبد العزيز : ياماماااااااااا ااااااااااااا
وزعق بصوت عالي على الخدامة ... عشان تجيب ماية ...
بعد ما نيمت سارة رهف على سريرها ... وراحت في النوم على طول وهي تهمهم بابوها واختها ...احساس الخوف اللي كان جوة سارة بدأ يزيد لما سمعت رهف وهي بتتلكم ... ما قدرتش تسأل رهف عشان الحالة اللي هي فيها .. قفلت النور و الباب وخرجتمن الاوضة ونزلت لتحت .. وهي على السلم سمعت زعيق عبد العزيز .. نزلت جري عشان توصل لعبد العزيز .. ولقيته قاعد جمب امه على الارض بيفوقها ...وبيشربها ماية .. وكانت الخدامة واقفة قدامه في ذهول ..
لاء شكل الموضوع كبير ومش بسيط .. ربنا يستر .... واول ما بدأت فوزية تفوق بقيت تتكلم بصعوبة ..
فوزيه: ابووك؟؟
الكلمة كانت زي الطعنة في صدره .. دى حالة امي لما سمعت حادثة .. امال حتعمل ايه لما اقولها انها فقدت الانسان الوحيد اللي عاش معاها 35سنة .. كل يوم كانت تصبح عليه وتمسي عليها .. حتتحرم منه طول العمر ..ربنا يصبرك يا امي ...
عبدالعزيز: مرتاح ياماما
فوزيه: ليه ما جاش معكم
عبدالعزيز : لازم يقعد هناك
فوزيه وهي بتحاول تقوم : عايزة اروح اشوفه
عبدالعزيز مايقدرش يحرم امه من انها تشوفه .. ولا يقدر يقولها لاء..
عبدالعزيز: انشالله .. دلوقتي اخدك وتشوفيه ...
فوزيه: وميرنا .. وعمر
عبدالعزيز: عمر كويس ما فهوش حاجة ... قاعد معاهم في المستشفى ...
فوزيه وهي بتكلم الخدامة :هاتيلي عبايتي بسرعة ..
اتنهد عبد العزيز ... في اللحظة دي اكتشف انه جبان .. وما يقدرش يواجه امه بالحقيقة .. فضل انها تعرف لوحدها او من اي حد تاني .. شاف سارة واقفة قدامه ..وعنيها مليانة بالدموع .. سارة ما كانتش بتفكر في حاجة الا الحلم ... شايفا عبد العزيز وهو واقف قادمها كانها في حلم .. لا ياربي ليكون حصلهم حاجة كبيرة .. ومش مجرد حادثة وخلاص ..وقعت عين سارة يعين عبد العزيز وفضلوا سرحانين في عيون بعض لفترة .... لغاية لما جت الخدامة ومعاها العباية .. في اللحظة دي فاقت سارة من سرحانها هي وعبد العزيز .. وقامت فوزية ولبست عبايتها وقام معاها عبد العزيز ...
سارا:حجي معاكم
عبدالعزيز: لا خليكي انتي عشان رهف ..
ما قدرتش تقول لا .. يمكن عبد العزيز كان شايف انها مالهاش لازمة تيجي معاهم دلوقتي ...كانت مضايقة قوووي .. ليه هو ايه اللي حصل في المستشفى يا ترى . هو مش عارف عمها صلاح بالنسبة لها يبقى ايه .. ولا ميرنا تعنيلها ايه .. ليكون حصلهم حاجة .. يارب استر ..
لاحظ عبدالعزيز تغير وش سارة .. فما حبش يقلقها اكتر .. راح لها ..
عبدالعزيز: كان نفسي يتيج معايا .. بس رهف لازم حد ياخد بالها منها ...
كان يكلمها بكل حنيه ورقه .. صوته خلى سارا تهز راسها بخضوع .. وما تعترضش باي كلمة ..
فوزيه: يالا يا عبد العزيز انا جاهزة
التفت عبدالعزيز لامه :يالا يا ماما
تقدمت فوزيه بتطلع ... وعبدالعزيز وراها ..
سارا: عبد العزيز
لف عليها وبصلها ..
سارا بهمس: انا خايفه
ونزلت راسها على طول...عقد عبدالعزيز حواجبه ورجع لها .. مسك ذقنها و رفعه..
عبدالعزيز: خايفه من ايه ؟؟
طلعت كلمه وحده من بين شفايفها هزت عبدالعزيز هز
سارا: خايفة من الموت
خد راسها وحضنها في صدره ..
عبدالعزيزبصوت يقطع القلب: الموت حق علينا يا سارة .. والمفروض ما نخافش منه ..
سارا : يعنى صح .. في حد مات
رفع راسها من صدره ...
عبدالعزيز: خدي بالك من رهف .. دي امانة عندك .. يالا عشان اتأخرت على امي
سارا: ليه مش عايز تتطمني .. ليه حتخليني قلقانة كدة .. في حد مات ؟
هز عبدالعزيز راسه وبهمس: ابوي...
سارا والدموع بدأت تنزل على خدودها: عمي صلاح ..
قفل عبد العزيز عنيه جامد .. مش عايز الدمعة تنزل .. لاء مستحيل الدمعة تنزل دلوقتي ..
سارا وهي بتحاول تتماسك :طيب ممكن اشوف؟
عبدالعزيز بتعب: بعدين ..بعدين يا سارة
مد ايده ومسح دموع سارا ..
عبدالعزيز: ادعي له بالمغفره .. ومات عيطيش .. عايزك قوية عشان اهلي يا سارة .. عايز اعتمد عليكي ....
حاولت تتماسك وماتعيطش .. وهزت راسها بابتسامة كلها رجفة ...
سارا: روح امي محتاجتالك .. وانا حقعد هنا مع رهف .. ما تقلقش ..
ضغط على اديها جامد كانها بيشكرها .. وخرج منالبيت .ز سحبت سارة نفسها سحب ... رواحت لاوضة رهف .. قعدت على الكرسي اللي جمب سريرها .. وهي بتبص لرهف وبتعيط في نفس الوقت
فضل عمر في مكانه جمب ابوه طول الفترة اللي عبد العزيز كان فيها في البيت .. اول ما دخل عبد العزيز المستشفى معامه .. كانت فوزية ماسمكة اديه قوووي .. وهي خايفة .. توقع عبد العزيز يلاقي عمر قاعد برة ... لما مالقهوش عرف انه عند ابوه في الاوضة ... خد امه اللاوضة اللي مقفولة .. ووقف عند الباب وهو مش متجرأ انه يفتحه ..
فوزيه: عبدالعزيز
لف وبص لامه ..
فوزيه: ابوك مات صح؟؟؟؟؟؟
نزل راسه .. وفتح الباب ليها ... قام عمر من على السرير .. واثر العياط كان باين عليه ..وعنيه حمرة ومنفوخة ..
عمر: ماما
وراح لها على طول ..زاحته فوزية باديها وكملت طريقها لغاية جوزها ورفيق عمرها .. قعدت على السرير مكان ما كان عمر قاعد .. خدت راس صلاح وحطتها في حضنها .. وقامت تقرا علهي قران .. وادموت بتنهال من عنيها على خدها .. عيالها واقفين بيبصلها وهما متجمدين في مكانهم .. ما قدرش عبد العزيز يمسك دموعة اكتر من كدة .. اما عمر ما قدرش يتحمل الموقف وخرج برة الاوضة .. وبعد فترة لحقه عبد العزيز عشان يسيبوا امهم مع ابوهم للمرة الاخيرة .... اللي حتشوفه فيها
خلاص ميرنا وابويا راحوا ... وقبلهم فاطمة .. دلوقتي من بقالي في الدنيا دي .. والاب والزوجة والاخت .. كلهم فقدتهم .... يالا الله قد ايه الحياة دي قاسية علينا .. استغفر الله العظيم .. ايه اللي انا بقوله دى .. اصلا انا قاعد هنا بعمل ايه .. المفروض اتحرك اعمل حاجة .. مش قاعد مكاني كدة .. لحظة هو عبد العزيز قالي ابويا واختي فين .. الابواب كتيرة قدامه .. مش عارف يفتح اي باب منهم ... لازم يشوفهم دلوقي هو انا قاعد مستني ايه ... مرت الممرضة من جمبه ..
عمر : لوسمحتي
الممرضة : نعم
عمر : ابويا واختي كانوا في حادثة سيارة ومش عارف هما في اي اوضة ..
الممرضة : مش ممكن تشوف اختك لانها في غرفة العمليات
عمر استغرب هو فهم من رهف ان ميرنا ماتت مع ابوه ودلوقتي هي حية وفي غرفة العمليات
وبصتله الممرضة بنظرة حزن وشفقة ... الامل دب في نفس عمر من ناحية ابوه .. بس الممرضة ما سابتلهوش فرصة يفكر ..
كملت الممرضة : انا اسفة
عمر : هو فين ؟
وخدته المرضة الى اوضة ابوه .. دخل الاوضة وهو وراها وهو مهيء نفسيا عشان يشوف ابوه .. ما كانش حاسس بنفسه ... جواه كان في شويةراحة عشان اخته ميرنا وحزن كبييررررر عشان ابوه ... اول ما شاف وش ابوه السمح .. ما قدرش يمسك نفسه .. لف على الممرضة ..
عمر : لو سمحتي ممكن تسيبني لوحدي معاه
ابتسمت ليه الممرضة .. وخرجت وقلت الباب وراها .. وقف فترة مكانه ...وهو يحاول يتماسك .. قعد على طرف السرير بتردد.. لمست اديه بالغلط ايد ابوه ...حس ببرودته .. اتقبض قلبه .. وما قدرش يصبر اكتر منكدة .. ونزلت دموعة .. وانهار اكتر ..
وقفت السياره قدام البيت .. فضل قاعد في مكانه ومتردد انه ينزل .. ازاي اواجه امي .. وحقولها ايه .. بصيت لرهف .. شافها على حالتها سرحانة .. ياربي اعمل ايه .. فتح الباب وراح لجهت رهف .. ومسكها وهي ما بتتحركش ..
عبدالعزيز: رهف ؟؟
لفت رهف لناحيته ... بس مش واعية لاخوها .. شدها من اديها ..
عبدالعزيز : يالا يا حبيبتي وصلنا البيت
وزي الانسان الالي .. نزلت وعبد العزيز ماسكها .. وسندها وهي ماشية جامبه ...دخل البيت وهي مسندها ....
فوزية كانت قاعدة على اعصابها .. مستنية عبد العزيز يتصل بيها ويطمنها .. اول ما سمعت صوت الباب يتفتح.. طارت عند الباب .. بصت لرهف .. ما خدش بالها منها .. رجوع بنتها هدى اعصابها شوية .. الحمد لله وصلوا بالسلامة ...
فوزيه: واخيرا جيتوا
اتغير ملامح وشها وانتبهت لعبد العزيز وهو مسندها .. والجرح على جبهتها .. غير اديها المضمومة على صدرها .. وقعت عين عبد العزيز في عين امه وعلى طول بعد عنيه عن امه .. مش عايزاها تقرا اللي في عنيه ... مش عايزها تعرف باللي حصل .. نس ازاي مصيرها حتعرف
فوزيه بخوف: ايه اللي حصل .. وفين ابوكي واختك ؟؟
اكتفى عبدالعزيز بالصمت .. قربت منهم فوزيه ..
فوزيه: مالكم اتكلموا ... ليه ساكتين ... عبد العزيز ... رهف
قالت اسماءهم بزعيق ... رهف فاقت من سرحانها والتوهة اللي كانت تايهة فيها .. ولفت عنيها على الصالة كلها وهي مش في وعيها .. واستقرت عنيها على امها . اول ما شافت نظرة امها الخايفة والقلقانة .. استخبت تحت دراع .. وفجأة اترمت في حضن امها ... ضمتها جامد وهي بتعيط بصوت قطع قلبها ... مع ان فوزية لغاية دلوقتي مش فاهمة ال موضوع ...... قعدت تعيط مع بنتها اللي انهارت في حضنها .. وزادت فوزية في حضن رهف ...الاثنين واقفين وبيشوفوا الموقف وهما ما بيتحركوش في مكانهم ... واحد يتمنى ان الارض تتشق وتبلعه .. والثاني عايش حيرة ومش عارف ازاي يتصرف ...
فوزية : رهف يا حبيبتي ... مالكم ايه اللي حصل ... عبدالعزيز اتكلم في ايه ؟
قرب عبدالعزيز من عند اخته ... وسحبها من حضن امه ..
عبدالعزيز: خلاص يا حبيبتى رهف ... خلاص..
انتقلت رهف لحضن اخوها وهي بتكمل عياطها ... خلاص صحيت من ا لحالة اللي كانت فيها .... قلب عبد العزيز كان بيتقطع ... كان نفسه يعيط وماسك نفسه ... ومش عايز يضعف عشان امه واخته .... كفاية القلق اللي امه عايشاه ... مع ان عياط رهف قلقها زيادة بس مش قادر ينطق ولا كلمة ... رفع راسه وبص لامه اللي مستنياه وكان في الف سؤال في عنيها ... اللي كانت مليانة دموع ... وهو بيبصلها وهو ساكت وبيتكلم في سره ... وفري دموع للخبر اللي حتسمعيه .. بلاش عياط دلوقتي
عند الباب كانت سارة واقفة وبتبص للموقف ... وهي خايفة تقرب وخايفة تبعد في نفس الوقت .... متجمدة في مكانها .. وكانت حاسة ان قلبها مقبوض قوووي . ... وقعدت تترقب عبد العزيز او رهف حد منهم يتكلم يقول ايه اللي حصل ..
عبدالعزيز: ياماما رهف عايزة ترتاح حوديها لاوضتها
مسكته فوزيه من ذراعه قبل ما يتحرك
فوزيه: مش حتروح في حتة غير لما تقولي ايه اللي حصل
اول مرة تتدخل سارة ... قربت منهم ومسكت رهف اللي كانت في حضن اخوها وبتعيط بهستيريا .
سارة : انا حاخد رهف
بصلهاعبد العزيز .... من امتى وانتي هنا... ابتسمت ليه بتردد .. وخدت رهف منه .. وطلعت لاوضة رهف عشان تستريح ...
فوزيه: ودلوقتي ممكن اعرف ايه اللي حصل وفين ابوك وعمر وميرنا ..
عبدالعزيز : طيب قعدي يا ماما واهدي في الاول
فوزيه بدت تعصب .. وبكل تصميم: مش حقعد ولا حستريح الا لما ترد عليا
ما قدرش عبد العزيز ينطق بكلمة : ما فيهمش حاجة ما تقلقيش ياماما هما بخير
فوزية : ما دام هما بخير ليه ما جوش معاكم وليه رهف اديها متجبسه ومتعورة
عبدالعزيز: حقولك يا ماما بس ماتقلقيش ... هما حصلتلهم حادثة
ما كملش كلامه الا وامه اغمى عليه ووقعت على الارض ..
عبد العزيز : ياماماااااااااا ااااااااااااا
وزعق بصوت عالي على الخدامة ... عشان تجيب ماية ...
بعد ما نيمت سارة رهف على سريرها ... وراحت في النوم على طول وهي تهمهم بابوها واختها ...احساس الخوف اللي كان جوة سارة بدأ يزيد لما سمعت رهف وهي بتتلكم ... ما قدرتش تسأل رهف عشان الحالة اللي هي فيها .. قفلت النور و الباب وخرجتمن الاوضة ونزلت لتحت .. وهي على السلم سمعت زعيق عبد العزيز .. نزلت جري عشان توصل لعبد العزيز .. ولقيته قاعد جمب امه على الارض بيفوقها ...وبيشربها ماية .. وكانت الخدامة واقفة قدامه في ذهول ..
لاء شكل الموضوع كبير ومش بسيط .. ربنا يستر .... واول ما بدأت فوزية تفوق بقيت تتكلم بصعوبة ..
فوزيه: ابووك؟؟
الكلمة كانت زي الطعنة في صدره .. دى حالة امي لما سمعت حادثة .. امال حتعمل ايه لما اقولها انها فقدت الانسان الوحيد اللي عاش معاها 35سنة .. كل يوم كانت تصبح عليه وتمسي عليها .. حتتحرم منه طول العمر ..ربنا يصبرك يا امي ...
عبدالعزيز: مرتاح ياماما
فوزيه: ليه ما جاش معكم
عبدالعزيز : لازم يقعد هناك
فوزيه وهي بتحاول تقوم : عايزة اروح اشوفه
عبدالعزيز مايقدرش يحرم امه من انها تشوفه .. ولا يقدر يقولها لاء..
عبدالعزيز: انشالله .. دلوقتي اخدك وتشوفيه ...
فوزيه: وميرنا .. وعمر
عبدالعزيز: عمر كويس ما فهوش حاجة ... قاعد معاهم في المستشفى ...
فوزيه وهي بتكلم الخدامة :هاتيلي عبايتي بسرعة ..
اتنهد عبد العزيز ... في اللحظة دي اكتشف انه جبان .. وما يقدرش يواجه امه بالحقيقة .. فضل انها تعرف لوحدها او من اي حد تاني .. شاف سارة واقفة قدامه ..وعنيها مليانة بالدموع .. سارة ما كانتش بتفكر في حاجة الا الحلم ... شايفا عبد العزيز وهو واقف قادمها كانها في حلم .. لا ياربي ليكون حصلهم حاجة كبيرة .. ومش مجرد حادثة وخلاص ..وقعت عين سارة يعين عبد العزيز وفضلوا سرحانين في عيون بعض لفترة .... لغاية لما جت الخدامة ومعاها العباية .. في اللحظة دي فاقت سارة من سرحانها هي وعبد العزيز .. وقامت فوزية ولبست عبايتها وقام معاها عبد العزيز ...
سارا:حجي معاكم
عبدالعزيز: لا خليكي انتي عشان رهف ..
ما قدرتش تقول لا .. يمكن عبد العزيز كان شايف انها مالهاش لازمة تيجي معاهم دلوقتي ...كانت مضايقة قوووي .. ليه هو ايه اللي حصل في المستشفى يا ترى . هو مش عارف عمها صلاح بالنسبة لها يبقى ايه .. ولا ميرنا تعنيلها ايه .. ليكون حصلهم حاجة .. يارب استر ..
لاحظ عبدالعزيز تغير وش سارة .. فما حبش يقلقها اكتر .. راح لها ..
عبدالعزيز: كان نفسي يتيج معايا .. بس رهف لازم حد ياخد بالها منها ...
كان يكلمها بكل حنيه ورقه .. صوته خلى سارا تهز راسها بخضوع .. وما تعترضش باي كلمة ..
فوزيه: يالا يا عبد العزيز انا جاهزة
التفت عبدالعزيز لامه :يالا يا ماما
تقدمت فوزيه بتطلع ... وعبدالعزيز وراها ..
سارا: عبد العزيز
لف عليها وبصلها ..
سارا بهمس: انا خايفه
ونزلت راسها على طول...عقد عبدالعزيز حواجبه ورجع لها .. مسك ذقنها و رفعه..
عبدالعزيز: خايفه من ايه ؟؟
طلعت كلمه وحده من بين شفايفها هزت عبدالعزيز هز
سارا: خايفة من الموت
خد راسها وحضنها في صدره ..
عبدالعزيزبصوت يقطع القلب: الموت حق علينا يا سارة .. والمفروض ما نخافش منه ..
سارا : يعنى صح .. في حد مات
رفع راسها من صدره ...
عبدالعزيز: خدي بالك من رهف .. دي امانة عندك .. يالا عشان اتأخرت على امي
سارا: ليه مش عايز تتطمني .. ليه حتخليني قلقانة كدة .. في حد مات ؟
هز عبدالعزيز راسه وبهمس: ابوي...
سارا والدموع بدأت تنزل على خدودها: عمي صلاح ..
قفل عبد العزيز عنيه جامد .. مش عايز الدمعة تنزل .. لاء مستحيل الدمعة تنزل دلوقتي ..
سارا وهي بتحاول تتماسك :طيب ممكن اشوف؟
عبدالعزيز بتعب: بعدين ..بعدين يا سارة
مد ايده ومسح دموع سارا ..
عبدالعزيز: ادعي له بالمغفره .. ومات عيطيش .. عايزك قوية عشان اهلي يا سارة .. عايز اعتمد عليكي ....
حاولت تتماسك وماتعيطش .. وهزت راسها بابتسامة كلها رجفة ...
سارا: روح امي محتاجتالك .. وانا حقعد هنا مع رهف .. ما تقلقش ..
ضغط على اديها جامد كانها بيشكرها .. وخرج منالبيت .ز سحبت سارة نفسها سحب ... رواحت لاوضة رهف .. قعدت على الكرسي اللي جمب سريرها .. وهي بتبص لرهف وبتعيط في نفس الوقت
فضل عمر في مكانه جمب ابوه طول الفترة اللي عبد العزيز كان فيها في البيت .. اول ما دخل عبد العزيز المستشفى معامه .. كانت فوزية ماسمكة اديه قوووي .. وهي خايفة .. توقع عبد العزيز يلاقي عمر قاعد برة ... لما مالقهوش عرف انه عند ابوه في الاوضة ... خد امه اللاوضة اللي مقفولة .. ووقف عند الباب وهو مش متجرأ انه يفتحه ..
فوزيه: عبدالعزيز
لف وبص لامه ..
فوزيه: ابوك مات صح؟؟؟؟؟؟
نزل راسه .. وفتح الباب ليها ... قام عمر من على السرير .. واثر العياط كان باين عليه ..وعنيه حمرة ومنفوخة ..
عمر: ماما
وراح لها على طول ..زاحته فوزية باديها وكملت طريقها لغاية جوزها ورفيق عمرها .. قعدت على السرير مكان ما كان عمر قاعد .. خدت راس صلاح وحطتها في حضنها .. وقامت تقرا علهي قران .. وادموت بتنهال من عنيها على خدها .. عيالها واقفين بيبصلها وهما متجمدين في مكانهم .. ما قدرش عبد العزيز يمسك دموعة اكتر من كدة .. اما عمر ما قدرش يتحمل الموقف وخرج برة الاوضة .. وبعد فترة لحقه عبد العزيز عشان يسيبوا امهم مع ابوهم للمرة الاخيرة .... اللي حتشوفه فيها
تعليق