الحماق مرض حاد معدٍ ينجم عن فيروس الحماق النطاقيVaricella zoster virus (VZV)
تم تمييز الخمج الناكس (الهربس النطاقي Herpes zoster) منذ العصور القديمة أما خمج الحماق البدئي (جدري الماء chicken pox) فلم يتم تمييزه بشكل موثوق عن الجدري إلا في نهاية القرن التاسع عشر فقد بين steiner عام 1875 أن الحماق ينجم عن عامل خمجي عن طريق تعرض المتطوعين لسائل الحويصلات المأخوذ من مريض مصاب بالحماق
و في عام 1888 أوضح فون بوكاي من خلال المراقبات السريرية العلاقة بين الحماق و الحلأ النطاقي عندما لاحظ أن الأطفال المستعدين للإصابة يصابون بالحماق بعد التماس مع شخص مصاب بالحلأ النطاقي
تم عزل VZV من السائل الحويصلي في الحماق و داء الحلأ النطاقي عن طريق الزرع الخلوي و ذلك من قبل توماس ويللر عام 1954
و أدت الدراسات المخبرية اللاحقة إلى تطوير لقاح الحماق الحي المضعف في اليابان في السبعينات من القرن الماضي
و قد تم الترخيص باستخدام اللقاح عند الأطفال الأصحاء و البالغين في الولايات المتحدة في آذار 1995

فيروس الحماق

فيروس VZV من فيروسات DNA
و هو فيروس حلئي عصبي الانحياز
و هو أحد أفراد عائلة فيروسات الحلأ و هو مثل بقية أفراد هذه العائلة قادرا عى البقاء في الجسم بعد الخمج الأولي حيث يبقى على شكل خمج كامن في العقد العصبية الحسية
يؤدي الخمج البدئي بـ VZV إلى حدوث الحماق في حين ينجم داء المنطقة عن الخمج الناكس
لا يعيش VZV إلا فترة قصيرة جدا خارج الثوي المخموج
الوبائيات :



وبائيات الحماق مختلفة في البلدان المعتدلة و المدارية
ففي البلدان المعتدلة كما في الولايات المتحدة في العهد السابق للقاح يكتسب 90-95 % من الأشخاص إنتان VZV في الطفولة
بالمقابل قد لا يكتسب الأشخاص من البلدان المدارية الإنتان حتى أواخر الحياة
تحدث في الولايات المتحدة جائحات سنوية من الحماق في الشتاء و الربيع
معدل انتقال الـ VZV إلى الأشخاص المؤهبين من خلال التماس المنزلي مع حالة حماق هو 80-90 % و يترافق التماس المتقطع كالذي يحدث في صفوف المدرسة مع معدل إصابة يبلغ 30 % أو أقل
يكون الأشخاص المصابين بالحماق معدين قبل 24 -48 ساعة من ظهور الطفح و حتى تتجلب الحويصلات عادة بعد 3- 7 أيام من بداية الطفح
التظاهرات السريرية :



يبدأ المرض عادة بعد 14-16 يوم من التعرض رغم أن فترة الحضانة قد تتراوح بين 10-21 يوم
الحماق تحت السريري نادر إذ يعاني تقريبا كل الأطفال المؤهبون من طفح
قد تتواجد أعراض بادرية (تسبق ظهور علامات المرض و تدل على تكاثر الفيروس) خاصة لدى الأطفال الأكبر و تشمل :
1- حرارة
2- تعب
3- قلة شهية
4- صداع
5- و أحيانا ألم بطني خفيف قبل 24 ساعة من ظهور الطفح
ارتفاع الحرارة معتدل عادة
و تستمر الحرارة و الأعراض الجهازية الأخرى أثناء الـ 2-4 أيام الأولى بعد بداية الطفح
غالبا ما تظهر الآفات الجلدية أولا على فروة الرأس أو الوجه أو الجذع و تكون على شكل حطاطات مرتفعة عن سطح الجلد و تتطور لتشكل حويصل مليء بسائل و قد تكون الحبوب بمراحل مختلف و تظهر على شكل دفعات (أي هناك حبوب حديثة الظهور دون سائل و أخرى فيها سائل و أخرى متندبة ) و هذا مميز للحماق
يلاحظ أن هذه الاندفاعات لا تظهر على راحتي اليدين و لا أخمص القدمين
تتواجد لدى العديد من الأطفال آفات حويصلية على الأجفان و الملتحمة



ماذا لو أصاب الحماق المرأة الحامل ؟
عندما تصاب الحوامل بجدري الماء يصبح حوالي 25 % من الأجنة مخموجين و مع ذلك لا يتأثر سريريا كل جنين مخموج و مع ذلك فقط حوالي 2 ً من الأجبة التي أصيبت أمهاتهم بالحماق بين الأسبوعين الحمليين 8-20 قد تبدي اعتلال جنين بفيروس الحماق
يبدو أن الأجنة المصابة بين الأسبوعين الحمليين 6-12 أكثر ما يتأثر لديهم تطور الأطراف و قد تحدث لدى الأجنة المخموجة بين الأسبوعين 16-20 أذية في العين و الدماغ



العلاج :
يشفى عادة تلقائيا و يمكن إعطاء خافضات الحرارة مثل البارسيتامول و مضادات الحكة و لكن يجب تجنب :
1- الأسبرين : لأنه قد يسبب مرضا مميتا يسمى تناذر راي
2- الايبوبروفين : قد يفاقم الآفات الجلدية
3- الكورتيزونات : لأنها قد تزيد الحالة و تؤهب للانتان الجرثومي
لا مانع من الحمام بشرط عدم استخدام الليفة و يمكن استخدام صابون مطهر



المصدر : عيادة الدكتور أحمد بكور لطب الأطفال