قد نسخر من أحلامنا البدائية لما نذكرها مع أصحابنا.. فتذكر يوم كنت تقول وأنت زاهٍ بنفسك.. إذا كبرت سأصبح أغنى شخص في العالم وأدلل أبنائي وأشتري كل ما أريد..
أو تقول بثقة وعن يقين بالمستقبل إذا كبرت سأكون لاعب كرة شهير.. صوري تملأ الأخبار والناس تتهافت لكلمة مني أو نظرة!! ..
ولطالما قلت بكل اعتداد وفخر أمام أقرانك.. إذا كبرت سأكون رائدة الفضاء.. وسأصبح من المشاهير في العالم..
كان حلم طفولتي هو لبس المعطف الأبيض.. والعبث بالمايكروسكوب.. وإن كنت لا أعي حقيقة هذا العبث.. إنما هو المختبر وغموض العلم.. والحقائق الجديدة التي ينتظرها العالم.. كان حلماً ساذجاً بلا تفاصيل.. أجوف كمشهد من الأفلام القديمة بلا صوت أو سيناريو.. مجرد شكليات وحركات مبهمة ومصطلحات مخيفة..
ولا يزال المنان سبحانه يمنّ علي بالنعم.. حتى تخرجت من قسم المختبرات.. بعد خمس سنين كانت لي من المتعة بمكان.. على الرغم من قلة الإمكانيات والجو الرتيب في الجامعة..
مرت سنة الامتياز سريعاً.. بعد تكوين بعض الصداقات المؤقتة.. ونقلتني من عالم (التنظير) في الجامعة إلى عالم (التطبيق) في المستشفى.. وقد زادت تلك التجربة في رصيدي الكثير في فن التعامل مع الأجانب!!
أما اليوم.. وبعد سنتين من العمل الروتيني.. أكاد أضيق ذرعاً بالمكان.. وذرعاً بالعينات.. وذرعاً من الأطباء المتعجرفين.. وذرعاً من الأهل!!
لماذا الأهل؟؟ لقد كان والديّ – جزاهم الله خيراً- يدفعانني دفعاً في سلم التعليم ويكثرون من تكرار.. أكملي دراستك.. ينبغي عليك أن تكوني أعلى مستوى لأننا على يقين من قدرتك على ذلك..
ولكني منذ سنتين لم أعد أسمع ترديد هذه الاسطوانة القديمة.. ولم يعد لهم نفس الحماس على إكمال الماجستير.. فهم يتململون من فكرة الابتعاث.. ويتهربون من فكرة مرافقتي.. فإن كلمت أبي منفرداً.. قال ان شا الله ربي يكتب الخير.. وكملي هنا.. أما الوالدة فتقول.. إن شا الله يجي ابن الحلال وتروحي معاه!!..
هم يعلمون مسبقاً بحلمي الطفولي.. فأغلب ألعاب الطفولة كانت من العرائس التي بقرت بطنها لأجري لها عمليات حشو القطن أو إزالته.. هم يعلمون مسبقاً حبي لفلم الكارتون (هكذا كانت الحياة) الذي كانت أبطاله كريات الدم الحمراء وأبوهم المميز الشكل.. هم يعلمون مسبقاً بأنني لم أكن يوماً أرغب بالعمل الروتيني التشخيصي في المعمل..
هل أعيب حلمي؟ هل أعيب حماسي؟ وأين يكون الحل.. في البقاء في المنزل احتجاجاً؟ أو بالانطفاء والذهاب للعمل كالآلة..؟؟
ملاحظة: لا أريد تحميل كلامي معنى السخط والتذمر.. إنما هو الرضا بالقضاء والوضع الحالي.. مع الرغبة في التطوير والتحسين.. لأن الحياة إذا ركدت أسنت..
أو تقول بثقة وعن يقين بالمستقبل إذا كبرت سأكون لاعب كرة شهير.. صوري تملأ الأخبار والناس تتهافت لكلمة مني أو نظرة!! ..
ولطالما قلت بكل اعتداد وفخر أمام أقرانك.. إذا كبرت سأكون رائدة الفضاء.. وسأصبح من المشاهير في العالم..
أحلام وأحلام وأحلام..
نسخر منها..
أو هي تسخر منا في بعض الأحيان..
نسخر منها..
أو هي تسخر منا في بعض الأحيان..
كان حلم طفولتي هو لبس المعطف الأبيض.. والعبث بالمايكروسكوب.. وإن كنت لا أعي حقيقة هذا العبث.. إنما هو المختبر وغموض العلم.. والحقائق الجديدة التي ينتظرها العالم.. كان حلماً ساذجاً بلا تفاصيل.. أجوف كمشهد من الأفلام القديمة بلا صوت أو سيناريو.. مجرد شكليات وحركات مبهمة ومصطلحات مخيفة..
ولكنه كان حقيقياً متأصلاً في نفسي..
ولا يزال المنان سبحانه يمنّ علي بالنعم.. حتى تخرجت من قسم المختبرات.. بعد خمس سنين كانت لي من المتعة بمكان.. على الرغم من قلة الإمكانيات والجو الرتيب في الجامعة..
إلا أنني كنت أرى ذاتي تتحقق يوماً بعد يوم..
مرت سنة الامتياز سريعاً.. بعد تكوين بعض الصداقات المؤقتة.. ونقلتني من عالم (التنظير) في الجامعة إلى عالم (التطبيق) في المستشفى.. وقد زادت تلك التجربة في رصيدي الكثير في فن التعامل مع الأجانب!!
أما اليوم.. وبعد سنتين من العمل الروتيني.. أكاد أضيق ذرعاً بالمكان.. وذرعاً بالعينات.. وذرعاً من الأطباء المتعجرفين.. وذرعاً من الأهل!!
لماذا الأهل؟؟ لقد كان والديّ – جزاهم الله خيراً- يدفعانني دفعاً في سلم التعليم ويكثرون من تكرار.. أكملي دراستك.. ينبغي عليك أن تكوني أعلى مستوى لأننا على يقين من قدرتك على ذلك..
ولكني منذ سنتين لم أعد أسمع ترديد هذه الاسطوانة القديمة.. ولم يعد لهم نفس الحماس على إكمال الماجستير.. فهم يتململون من فكرة الابتعاث.. ويتهربون من فكرة مرافقتي.. فإن كلمت أبي منفرداً.. قال ان شا الله ربي يكتب الخير.. وكملي هنا.. أما الوالدة فتقول.. إن شا الله يجي ابن الحلال وتروحي معاه!!..
هم يعلمون مسبقاً بحلمي الطفولي.. فأغلب ألعاب الطفولة كانت من العرائس التي بقرت بطنها لأجري لها عمليات حشو القطن أو إزالته.. هم يعلمون مسبقاً حبي لفلم الكارتون (هكذا كانت الحياة) الذي كانت أبطاله كريات الدم الحمراء وأبوهم المميز الشكل.. هم يعلمون مسبقاً بأنني لم أكن يوماً أرغب بالعمل الروتيني التشخيصي في المعمل..
وإنما كانت رغبتي هي الدراسة المتصلة وليس العمل..
هل أعيب حلمي؟ هل أعيب حماسي؟ وأين يكون الحل.. في البقاء في المنزل احتجاجاً؟ أو بالانطفاء والذهاب للعمل كالآلة..؟؟
ملاحظة: لا أريد تحميل كلامي معنى السخط والتذمر.. إنما هو الرضا بالقضاء والوضع الحالي.. مع الرغبة في التطوير والتحسين.. لأن الحياة إذا ركدت أسنت..
تعليق