(حُب وحيرة)
يا حيـرة في القلب عني خففـي
بالله رفقـاً بالفـؤاد تلطفـي
وداء القلب الذي يأبـى تداويـاً
ولكن إذا رفق الحبيب به شفي
إحترت من هذا الزمـان وناسـهِ
وخـلٍ خليلٍ يخليني ويختفـي
والاصدقـاء فكم وثقت بصـاحبٍ
ووقت الجد لا صديقـاً لا وفـي
فمعـظم جـراح القلب فيَّ تولّدت
من أصدقائي فليت قلبي يكتفـي
الذنب ذنبـي أن وثقـت بجاحـدٍ
لايحمل المعروف وبجرحي يشتفي
أحترت من قلبي العليل متى الدواء
وبمـا وإين وكل جــرحٍ نازفِ
جرح الزمان وجرح صحبي وعزوتي
وجرح الحبيب وجرح آخر مختفي
فلا صديقـاً صادقـاً يوجـد ولا
خِــلٍ لبيبٍ فاهــمٍ لتصرفـي
لم يبقَ لي في حياتـي ودنيتي
سوى دفتري والشعروالقلم الوفي
فيا يُراعي تفضَّل هـذي وصيتي
أكتب على أوراق شعري أحرُفـي
إن مُت يا قومي غريمي غزالـةٌ
سلبت فـؤادي بأتصـالٍ هاتفـي
أحلى الكلام وجدتـهُ بكلامهـا
وأرق صوتٍ صوتهـا الـمُتلطفِ
ورأيتها لمّـا أتتنـي بموعـدٍ
حتى أنذهلـت بحسنهـا المرهفِ
وطار عقلي والفـؤاد لِـمَ رأى
فيها فتون من الجمال اليوسفي
وقوامها الممشوق والشعـر الذي
رفضت سنون المشط عنه تَخَلُّف
وملامح الوجه من الجبين المستوي
مثـل الهـلال بليـلة المنتصف
القوس حاجبها وهدب رموشها
سهامها ترمي بهـا من تصطفي
وعيونها للسحر مدرسـةٍ بهـا
كل الملا مسحورةٌ سحرٌ خفـي
وأوجانها التفاح فيها حُمـرةٍ
ماشفت قط مثيلها كي توصـفِ
ومباسمٌ فيهـا رأيتُ نهايتـي
كالخاتم السحري أحـلى التحفِ
من ثغرها سقت الفؤاد كؤوسها
ريـقٍ رحـيقٍ خمـرةٍ للمترفِ
والعنق عنق غزالةٍ تسبي بـه
كـل العقول وللحشاشة تخطفِ
والصـدر بستانٌ وأي حديقـةٍ
بل جنـةٌ فيها وجـدت تكيُـفي
رمانـها يُشبع يداي حــلاوة
ويثير إعجابي بروزها المتعجرفِ
والبطن من أغلى الحرير مُنَّعّـَمٍ
فليت جسمي لها درايـةٍ ومناشفِ
والخصـر ياللهول تتمايل بـه
كتمايل الخيزران الطـري وأنحفِ
والساق قوس قـزحٍ إن أتـى
يجلب الدهشة لناظريـه ويختفـي
وبنانها الأقلام كيف خطوطـه
ويُزَيّنُ النقش الكفـوف بزخـرفِ
هي أجمل الفتيات لا تتعجبـوا
قسماً بإني لو ظفُرتُ بها اكتفي
ستكون أحلامي وغايـة منيتي
وبها ربيعي والخريف ومصيفي
على بحرها أرسيت رحل سفينتي
وأوقفت فيها مُحرّكي ومجادفي
إن توصفوا حبـي لها بـتخلُّفٍ
فمصيبتي أني عشقتُ تخـلُّفي
شاعر الجراحR
تعليق