بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أخواتي :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الإصابة بفيروسC (سي) باتت أخطر وأفظع من أي وباء تشهده مصر في تاريخها. - فمصر الآن تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في هذا المرض.
فما هو فيروس الكبد C (سي)؟
الالتهاب الكبدي سي هو مرض فيروسي يصيب الكبد و يؤدي عند نشاط الفيروس إلى حدوث التهابات بالكبد، تختلف حسب شدتها من مريض إلى أخر، قد تؤدي مع شدة الالتهابات و استمرار النشاط إلى حدوث تليف بالكبد، فشل كبدي أو حدوث أورام.
وقد تفشى المرض في مصر في الفترة مابين عامي1960و 1970 عندما استخدمت محاقن غير معقمة خلال حملة قامت بها الحكومة للعلاج من البلهارسيا.
وكشفت دراسة علمية جديدة أن مصر تضم أعلى معدلات انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي ( سي( في العالم، حيث يصاب سنويا أكثر من نصف مليون شخص، مما ينذر بوجود وباء في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 77 مليون نسمة، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فعالة لكبح انتشار الفيروس.
وحسب الدراسة التي نشرت مؤخرا في الدورية العلمية "بروسيدنغ أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف سينس"، تشهد مصر نحو 537 ألف إصابة سنويا أي حوالي سبعة أشخاص من كل ألف مصري "مما يشير إلى الزيادة المستمرة في معدلات الإصابة بالمرض".
ولقد رأيت أن هذا الموضوع من أهم المواضيع الخطيرة والمعاصرة بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين ,واعتقد إن هذه الظاهرة لم تأخذ حقها في مجال البحث والدراسة ,وان السكوت عنها سوف يفاقم المرض ويزيد من انتشاره .
فقررت بعد الاستعانة بالله جل جلاله ,أن أضع حلقة نقاشيه في قسم المايكرو حول أسباب انتشار فيروس الكبد في مصر
وبالامكان مشاهدة النقاش على هذا الرابط :
http://www.arabslab.com/vb/showthread.php?t=19215
ولقدت وجدت التجاوب من أعضاء مختبرات العرب من حيث التفاعل مع هذا الموضوع ,وقد أبدعوا وتميزوا في مناقشاتهم الهادفة ,ونتيجة لمجهودهم فقد وضعت تصور حول انتشار هذا الفيروس في جمهوريه مصر العربية.
وهذا العمل المتواضع لم يكن ليتم لولا مساهمة الإخوان والأخوات من مشرفين وأعضاء ,ويتميز هذا التقرير بأنه خاص وحصري بمختبرات العرب وبمجهود أعضائه المميزين .
ويسرني أن أضع بين أيدكم هذا التقرير و النتائج التي توصل أليها أعضاء مختبرات العرب المشاركين في النقاش حول انتشار فيروس الكبد سي في مصر وتتلخص في التالي :
المرحلة الأولى:
بداية انتشار الفيروس كان بسبب علاج البلهارسيا ,وذلك باستخدام الحقن الملوثة في ما مضى .وكذلك التطعيم بالحقن بها.
فقد ثبت أن مرض البلهارسيا أكتشف في مصر ,حيث تعتبر من أكثر الدول التي كانت البلهارسيا منتشرة فيها ,وقد أشار العلماء أنه يصيب 300 مليون شخص حول العالم .
ويعانى منه ما يزيد على 20% من الشعب المصري أي حوالي 14 مليون نسمة ,وأشار الباحثين المصريين إلى أن مصر عرفت البلهارسيا منذ القرن السابع والعشرين قبل الميلاد في عصر الدولة القديمة, وأكدوا أن العلماء عثروا على بقايا بويضة البلهارسيا على جدار الأمعاء والمثانة في مومياوتين فرعونيتين يعود تاريخ إحداهم إلى عصر الأسرة 20 في القرن التاسع قبل الميلاد.
وكان أول من وصف مرض البلهارسيا هو تيودور بلهارس في 1851 ، كان يعمل في مستشفى شرم قصر العيني في القاهرة. في رسالة إلى أستاذ ث. فون Siebold يصف اكتشافه الجديد خلال الفحص بعد الوفاة .
ويمكن القول أن مرض البلهارسيا مستوطن في أفريقيا (وخصوصاً في مصر), ويتوطن في مصر من عهد قدماء المصريين البلهارسيا بنوعيها البولية (هيماتوبيم ) والمعوية ( مانسونى ) كما يوجد عائل وسيط لكل منهما ( القواقع الناقلة للبلهارسيا ) تعيش في المجارى المائية ( الترع والمصارف )
وفي مصر ظلت المدارس لفترة طويلة جداً تقوم بتطعيم التلاميذ بالمحاقن الزجاجية، والتي كان محقن واحد منها يستخدم لتطعيم مدرسة كاملة! مما أدى إلى انتشار الفيروس بصورة كبيرة، إضافة إلى حقن البلهارسيا التي كان يتم إعطاؤها في الخمسينات والستينات في الريف بنفس هذه المحاقن الزجاجية، وتشير الدراسات إلى أن حملات مكافحة البلهارسيا في ذلك الوقت؛ هي التي أدّت إلى انتشار الفيروس بهذا الشكل الكبير بين سكان الريف المصري، وأدت إلى توطّن المرض في مصر.
حيث عزى طبيب مصري انتشار فيروس الكبد سي في الريف المصري إلى إصابة الفلاحين بالبلهارسيا ,وقال بدوي لبيب أستاذ أمراض الكلى بجامعة عين شمس أنه قد ثبت بالأبحاث المعملية أن البلهارسيا حاضن كبير لفيروس الكبد سي والذي تم اكتشافه داخل يرقة البلهارسيا
يتبع
تعليق