إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العلاج بالفيروسات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العلاج بالفيروسات






    في إطار الحملة القائمة ضد الأمراض المعدية أصحبت المضادات الحيوية ضد هذه الأمراض .

    قليلة الفعالية , إلى درجة أن الأمراض الكبيرة الخطيرة بدأت تستعيد ظهورها من جديد . يقول العلماء أن ما يسمى بالفيروسات القاتلة ستكون هي حاملة الراية فيما يتعلق بمقاومة الأمراض في المستقبل .

    والفيروسات كما هو معلوم هي العدو اللدود للبكتيريا , وعندما نتفحصها بالميكروسكوب الإلكتروني نجد أن هذه الكائنات الغريبة تشبه العناكب برؤوس سداسية وذيل ثنائي الأجزاء وقوائم طويلة متشابكة تستخدمها لتتشبث بفريستها .

    وعندما تتعلق الفيروسات بفريستها فإنها تطلق عليها موادها الجينية لتستخدمها كمصانع للتكاثر والعمل على تدمير الضحايا ويطلق العلماء على هذا النوع من الفيروسات ( ملتهمة الجراثيم) .

    وفي الآونة الاخيرة لاقت هذه الفيروسات اهمتاماً بالغاً من قبل الباحثين سيما وأنها ليست خطرة على الإنسان . ولذا فمن المحتمل أن تكون البديل القادم عن المضادات الحيوية .

    والواقع أن فكرة استخدام الآكلات أو الملتهمات لعلاج الامراض البكتيرية تعود إلى ما قبل 90 سنة على حد قول كاميل لوخت المتخصص في البيولوجيا الجزئيية ومدير الألبحاث في معهد باستور في مدنية ليل الفرنسية .

    ويضيف لوخت أن ظهور المضادات الحيوية خلال الأربعينات هو الذي جعل العلماء يتركون التفكير في الفيروسات الملتهمة للجراثيم , لكنهم عادوا إلى الفكرة منذ وقت قصير , جراء ظهور ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية المعروفة بفعاليتها الكبيرة .

    ومن الملاحظ أنه بعد أن ساهمت المضادات الحيوية في تعطيل العوامل المعدية لأكثر من 50 سنة , بدأت هذه العقاقير الثمينة تبدي شيئاً من الضعف وعدم الفعالية , فقد أدى الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بطرق غير عقلانية إلى تحول البكتيريا إلى كائنات قليلة الحساسية خاصة وأن استخدام هذه المضادات لم يكن لعلاج أمراض أو عدوى قوية , بل كان يتم ذلك لأجل علاج أمراض بسيطة يمكن القضاء عليها بعقاقير أخرى .

    ويرى الباحثون أن ثمة تغييراً حدث في التركيب الجيني للبكتيريا جعلها تتقبل جرعات زائدة عن الحد من المضادات الحيوية وبالتالي لم تعد تتأثر كثيراً بها مع مرورالوقت .

    ويمكن لنا أن نضرب المثال : ففي شهر يوليو (تموز) الماضي اكتشف الباحثون جذراً للمكورات العنقودية المذهبة لها قدرة كبيرة على مقاومة عقار الفنكوميسين الذي يعتبر واحداً من أهم العقاقير المقاومة للبكتيريا المسببة لمرض الخناق وبعض الأمراض الجلدية الخطيرة .

    ويؤكد بعض الأخصائيين أن مقاومة المضادات الحيوية ليست ظاهرة جديدة , ففي عام 1947 ظهر جذر للمكورات العنقودية لا تتأثر بالبنسلين ,والذي كان يعتبر بمثابة المضاد الحيوي الفعال الأول في تلك الآونة .

    ومنذ بداية التسعينات , أصبحت مسألة المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة تنذر بخطر محدق حقاً إلى درجة أن وزير الصحة الفرنسي السابق برنارد كوشنير , طالب بوضع مخطط للمضادات الحيوية , يحوي جميع المعلومات المهمة المتعلقة بالعامة وما يجب عليهم أن يعرفوه عن هذه العقاقير وعن كيفية تعاطيها وذلك للمحافظة على فعاليتها .

    والجدير بالذكر أنه على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذل في المختبرات ومصانع الأدوية , لم يكتشف الخبراء حتى الآن أية أصناف جديدة من المضادات الحيوبة علماً بأن هذه العقاقير هي السلاح الوحيد الذي نمتلكة لمحاربة الميكروبات الضارة , ومن دونها ستعود الآفات والأمراض القديمة ثانية إلى الظهور وبشكل أشد خطورة من ذي قبل أي من عهد ما قبل "المضادات الحيوية" .

    ويطالب الباحثون والمتخصصون في مجال الأحياء الجزيئية بذل الجهد المضاعف لإنتاج عقاقير جديدة وذلك باللجوء إلى ما يعرف " بملتهمات الجراثيم" واليوم تلاقي هذه الفيروسات (ملتهمات الجراثيم ) اهتماماً واسعاً من قبل المصانع العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية كالشركة الدولية للعلاج بملتهمات الجراثيم , الموجودة في الوليات المتحدة (واشنطن) وشركة بيوفاج الكندية (مونتريال) وشركة "ريجما" الكائنة ببريطانيا (لندن) إضافة إلى شركات أخرى في الهند .

    وفي هذا الصدد يقول كيشور مورثي المدير العلمي لشركة "جانجاجن" الفرنسية أن هذا النوع من الفيروسات يعتبر بمثابة الطاقة العلاجية الحقيقية , ولذا فقد تمكنا من التعرف على عدد منها له قدرة كبيرة على قتل جذور المكورات العنقودية المذهبة (البرتقالية) والمكورات العقدية وبعض أنواع البكتيريا المسؤول عن بعض الأمراض الجلدية والمعروفة بمقاومتها الشرسة لعدد كبير من المضادات الحيوية .

    ومن المؤسسات العلمية المعنية بهذا الأمر والتي تبذل جهوداًً كبيرة لإيجاد عقار فعال لمرض السل , معهد باستور في مدنية ليل الفرنسية , حيث يعمل هذا المعهد على انتاج عقار مستخرج من الفيروسات الملتهمة للبكتيريا للقضاء على مرض السل الذي يقتل أكثر من مليوني شخص سنوياً طبقاً للاحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية .

    ويقول الأخصائيون أن البكتيريا المسببة لمرض السل موجودة في الأصل داخل الرئتين وفي قلب خلايا النظام المناعي , ولذا فهي تبقى متوارية عن النظام المناعي للجسم وتنتظر فرصة كي تخرج . وفي العادة يكون هذا الظهور الكبير أثناء تعرض الجسم إلى مرض خطير يضعف مناعة الجسم أو عند بلوغ المرء سن الشيخوخة بكل بساطة . وعلى الرغم من وجود عقاقير فعالة لمقاومة مرض السل مثل Isomiazide ) يتطلع الباحثون الآن إلى إنتاج رذاذ (سبراي) مكّون من فيروسات ملتهمة (ماكروفاج) لها قدرة على الحد من إمكانية انتشار البكتيريا , فعلى سبيل المثال عندما يقع المرء فريسة لمرض ما , كالسل , فإن القنوات التنفسية العليا تصبح ممتلئة بكميات كبيرة من البكتيريا المسببة للعدوى , وهذا يعني أن وجود هذا الرذاذ المكون من الفيروسات الملتهمة للبكتيريا , يمكنه الحد كمرحلة اولى من انتشار أو انتقال العدوى . والهدف الرئيسي هو إيجاد فيروسات ملتهمة قادرة على قتل البكتيريا في مكانها أي الرئتين .

    وإذا كانت المسألة بسيطة من الناحية النظرية , فإن نظرية العرج بالفيروسات تطرح أامام العلماء بعض المسائل الشائكة من الناحية العملية .

    فالفيروسات الملتهمة تشتهر بخاصية الإنتقائية بمعنى أن أحد أنواعها مثلاً لا يعرف ولا يقتل سوى جذر واحد من البكتيريا , علماً بأن المرض الواحد هو نتيجة لعدوى بكتيريا متعددة الجذور .

    وبهذه الطريقة يكون العلاج بالفيروسات قد فرض على الطبيب أن لا يتعرف فقط على الجذور البكتيرية الضالعة بالعدوى فحسب , بل يجب أن يتوفر لديه " بنك من الملتهمات " المخصصة لكل نوع من البكتيريا وهو ما يطلب وجود طريقة سريعة لبلوغ هذه الغاية .

    أما المشكلة الأخرى التي يمكن أن يواجهها الباحثون , فتتعلق بالعوامل المسببة للأمراض نفسها فإذا كانت هذه العوامل لاتتأثر بالمضادات الحيوية على المدى الطويل , فهل يعني ذلك أنها لن تكّون دفاعات جديدة ضد الفيروسات الملتهمة للجراثيم ؟!

    الواقع أن الباحثين يخشون أن يؤدي تناول جرعات كبيرة من هذه الفيروسات إلى احداث رد فعل مناعي مهم , ولذا فهم يسعون إلى تحضير "كوكتيل" من المواد المحتوية على عدة أنواع من الفيروسات الملتهمة وتوجيهها ضد نوع واحد من البكتيريا هو من الحلول المهمة , وذلك للحد من ظهور العوامل المعدية التي لها قدرة على مقاومة العلاج .

    مجال البروتينات القاتلة :

    ومن الأفكار التي يسعى الباحثون إلى تطبيقها , فكرة ايجاد فيروسات معدلة وراثياً للتعرف على عدة أنواع من البكتيريا وتكمن الفكرة هنا في التعرف على الجينات الخطيرة الموجودة داخل الفيروسات الملتهمة , وجمعها في جين واحد ولكن يضمن الباحثون قطع الطريق على مسألة رد الفعل المناعي للفيروسات , يتجه البعض كأخصائي البيولوجيا الجزيئية فانسون قيشيتي من جامعة نيويورك نحو ايجاد تركيبة قائمة على ما يسمى بالبروتينات القاتلة وهي بروتينات تنتجها الفيروسات نفسها . ويقول كارل ميريل مدير الأبحاث في المعهد القومي الصحي الامريكي أن معارفنا الحالية في علم الفسيولوجيا والبيولوجيا الجزيئية الخاصة بالفيروسات الملتهمة ستمكننا من انتاج عقاقير فعالة , وفي الآونة الأخيرة , تمكن كارل ميريل من اجراء تجربة مهمة على فئران ملوثة ببكتيريا مقاومة لعقار الفنكوميسين . وكان ميريل قد قام بحقن الفئران بفيروسات ملتهمة , وكانت النتيجة أن جميع الفئران بقيت حية .

    وفي الوقت الراهن ينتظر الباحثون نتائج اختبار فعالية هذه الفيروسات على الإنسان ويأمل الباحث بابو بيفاني اطلاق أول اختبار من هذا النوع على الإنسان في فرنسا وذلك لمعرفة تأثيره على مرض السل , ومن المتوقع أن يبدأ العمل بهذا الاختبار مع نهاية العام القادم .

    استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه

  • #2
    :sm196::sm196::sm196:
    استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه

    تعليق


    • #3
      *- الإرادة ... والأمل .. قوتان إذا فلحت فى صهرهما ..... لصنعت المستحيل ... !!!

      تعليق


      • #4
        بصراحة موضوع اكثر من رائع ومعلومات جدا مفيدا

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الميكرو26 مشاهدة المشاركة
          استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة زيدان zezo مشاهدة المشاركة
            بصراحة موضوع اكثر من رائع ومعلومات جدا مفيدا
            الله يسلمك , شاكرة تواجدكـ ,,
            استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه

            تعليق

            يعمل...
            X