بسم الله الرحمن الرحيم
يخشى الجميع الوقوع في براثن المرض بفعل الجراثيم غير المرئية، وعلى مر قرون طويلة كان دس السموم والنشر المتعمد للأمراض محل نفور عام، ومثل هذه الأفعال محظورة في مختلف الثقافات والأديان والتقاليد العسكرية.
واليوم يحمل التقدّم في العلوم الحيوية معه وعوداً هائلة للإنسانية، إلا أن هذا التقدّم سوف يطرح أيضاً مخاطر حادة على الإنسانية وعلى بيئتنا ما لم يتم التحكم فيه على نحو ملائم أو إذا ما استخدم كأداة للحرب أو نشر الهلع أو غير ذلك من أشكال سوء الاستخدام.
ما هي التكنولوجيا الحيوية؟
التكنولوجيا الحيوية هي التطبيق الصناعي للتكنولوجيات التي يتم بحثها وتطويرها أو استخدامها في العلوم البيولوجية, وخاصة تلك التي تتصل بالهندسة الوراثية. ويتفق الخبراء على أن العالم على حافة ثورة في هذا المجال، وتتمتع التطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية بقدرات هائلة على إفادة الإنسانية, على سبيل المثال من خلال إنتاج لقاحات لأمراض لم يكن لها علاج من قبل, وزيادة إنتاج الغذاء, والوقاية من أمراض وتشوهات وراثية معينة.
ما هي المخاطر التي يمثلها التقدم في التكنولوجيا الحيوية؟
تحمل ثورة التكنولوجيا الحيوية إلى جانب فوائدها إمكانات هائلة لإساءة الاستخدام، وقد أظهر التاريخ أن الكثير من التطورات الهامة في العلوم والتكنولوجيا تم تحويلها إلى استخدامات عدائية, وليست الكيمياء والطيران والإلكترونيات والفيزياء النووية إلا بعض أمثلة.
وقد تسهل نتائج ثورة التكنولوجيا الحيوية تطوير واستخدام الأسلحة البيولوجية, إما في المنازعات المسلحة أو كوسيلة لنشر الرعب بين المدنيين، وقد يصبح نشر المرض عن عمد, والقدرة على تغيير وظائف الجسم دون معرفة الفرد بذلك أسهل, وأكثر فتكا, وأقل كلفة, وأكثر صعوبة في الاكتشاف.
يمكن التلاعب بعوامل الحرب البيولوجية المعروفة لجعلها أسهل استخداما !
يمكن التلاعب بالتركيب الجيني لعناصر الحرب البيولوجية القائمة مثل الأنثراكس المسبب لمرض الجمرة الخبيثة, وذلك لزيادة إمكانية استخدامها كسلاح. فعلى سبيل المثال, يمكن جعلها مقاومة للمضادات الحيوية والعوامل البيئية مثل الجفاف والأشعة فوق البنفسجية التي تجعلها غير ضارة في الأحوال العادية.
يمكن تحويل الميكروبات غير الضارة إلى ميكروبات خطيرة !
يمكن التلاعب بهندسة الميكروبات غير الضارة التي نحيا معها يوميا مثل E.coli حتى تنتج سموما خاصة تسبب المرض.
قد تؤدي الأبحاث إلى نتائج غير مقصودة ولكن خطيرة !
يمكن أن تولد أبحاث بنية حسنة معلومات عن كائنات جديدة وخطيرة، فقد صنع مؤخرا الباحثون دون قصد نسخة أكثر خطورة من فيروس جدري الفئران, وهو فيروس مشابه لفيروس الجدري، وقد نشرت التجربة بعد تفكير متأن من المؤلفين وكإنذار لخطورة مثل هذه الأبحاث،الأمر الثاني الذي يدعو للقلق هو إمكانية الانتشار الخارج عن السيطرة للعوامل البيولوجية التي تطلق بقصد أو بدون قصد.
يمكن تخليق فيروسات اصطناعية بالغة الخطورة !
في يوليه/ تموز 2002 قام العلماء بتخليق فيروس يسبب شلل الأطفال من جزء من الحمض النووي والمعلومات الجينية المتاحة على الإنترنت، وسبب هذا الفيروس المخلق حدوث المرض عند حقن الحيوانات به, ويعتقد أنها المرة الأولى في تاريخ البشرية التي أمكن فيها تخليق فيروس من مواد تركيبية. ويعتقد الخبراء أنه سيمكن في المستقبل القريب تخليق أي فيروس بهذه الطريقة, بما فيها أكثر الفيروسات خطورة.
كفانا الله والمسلمين والعالمين شر هذا التلاعب في الطبيعة والذي مساره الهلاك لا محاله
أخـوكـم / راعـي ميكروبـات
تعليق