تويت
اليوم ليلة القدر. أسرعوا أيها المؤمنون الى الجوامع للابتهالات والاستغفار. انها ليلة العمر كلّه. ربّما توسّل واحد ندركه " الغوث الغوث خلّصنا من النار يا رب" ووافتنا المنية على اثره يكون خلاصنا من النار. وان بقينا على قيد الحياة نكون قد جددنا الولاء لله سبحانه وتعالى والله قدّر لنا أمور السنة القادمة بأكملها، ولأنه عزّ وجل يجازي الحسنة بأحسن منها فانه سوف يفرق لنا في هذه الليلة كل الخير والتيسير والايمان لقاء ما صعد من جوارحنا من أنفاس التوبة ن والتوبة النصوح.
نعم ليلة مؤمنة تعادل عمرا بكامله.
ربّما من أسرار ليلة القدر أن تكون متحيّرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. نهيء أنفسنا في العشر الأوائل عند ليالي الرحمة في هذا الشهر، ثم تزداد تعبئة أرواحنا تجاه ربّ العالمين في العشر الأوسط عند ليالي المغفرة في هذا الشهر ويكون نضج تماما فينا الاستسلام والولاء التام والانقياد في العشر الأواخر عند ليالي العتق من النار، ولم يعد أمامنا الاّ أن نعترف لجلال وجهه.
ولعلّ الله يحبّ أن يسمع اعترافنا يوميا في العشر الأواخر فتكون كل ليلة فيها ممكن أن تكون ليلة القدر وكل يوم علينا الاعتراف والانابة. ولعلّ النفس الانسانية تهفو الى أجواء أكثر خصوصية ومقدّرة فتأتي الروايات عن ليلة قدر كبرى هي الليلة الأقوى ، وتكون ليلتنا ليلة العمر التي نفرغ فيها كل تذللنا لله تعالى.
ولعلّ مكان الاعتراف ، مكان احياء ليلة القدر، في جوف الليل الى طلوع الفجر، يحفّز النية الصافية المكبوتة داخل كلّ منّا لتظهر توجهاتها في الأجواء التي نؤمّنها.
فان اخترنا احياء الليلة تحت السماء المفتوحة، المتمادية، ولا حواجز تفصل أصوات الابتهالات الكثيرة والصاعدة بصوت واحد ، وخاصة هذه السنة ، حيث كانت لنا ليلة قدر في سماء ليل صاف ، تسمع فيه حشرجات وتضرّع المؤمنين ، هم والملائكة والمخلوقات كلها ، والجو كله اخلاص حتى يخيّل اليك أنّ أبصار القلوب خرقت حجب النور ووصلت وتعلّقت بعزّ القدس الالهي.
كما أتت ليلة قدر ثانية في ليل عاصف ، مليء بالبرق والرعود ن ونحن داخل بيت الله نحيي الأعمال. وما أروعها من ليلة أخرى مختلفة نشعر بها بانصياع الموجودات بأكملها، فاذا ما قلنا في دعاء الجوشن الكبير يسبّح الرعد بحمدك، فعلا نسمع الرعد الثقيل وكأن تسبيحه أيضا ثقيل. وما أشد روحانيتها من ليلة تنزوي فيها في زاوية خاصة تختارها لك في المسجد، ويكون فضاءك كلّه أصداء تصدح وتعلو .. وتعلو.. الى الملكوت ان شاء الله.
وكلّ ما في ليلة القدر جميل. حتى الموروث الشعبي عنها يأتي جميل. نحن وصغار قالوا لنا يجب أن نسهر هذه الليلة في شهر رمضان لتظهر علينا ليلة القدر، وقالوا لنا اذا نمنا، وظهرت ليلة القدر نفيق صباحا لنرى الشجر نائم في البيت الذي ظهرت فيه، وقالوا لنا من تظهر عليه ليلة القدر يطلب ما يريده من ربّه في هذه الليلة فسيعطيه.
كنّا أطفالا وكنّا نتمنى ليلة القدر لنطلب من الله ، ببراءتنا، طلبات طفولية. واليوم كبرنا وما زلنا ننتظر ليلة القدر. وأصبحنا نفهم أن تعبير تظهر عليه ليلة القدر يعني يتقبّل الله منه في هذه الليلة ، ونعرف أن الشجر نائم يعني الشجر يحيي الليلة ويسبّح، ونعرف أن المؤمن دعاءه مستجاب في هذه الليلة عن السنة كلّها. الذي تغيّر أنه تغيّرت طلباتنا من الله ، في ليلتنا ليلة العمر، فبدل أن نطلب من الله طلبا ماديا أصبحنا نطلب الرحمة والسلام.
سلام هي حتى مطلع الفجر.
طبيبة مختبر.
نعم ليلة مؤمنة تعادل عمرا بكامله.
ربّما من أسرار ليلة القدر أن تكون متحيّرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. نهيء أنفسنا في العشر الأوائل عند ليالي الرحمة في هذا الشهر، ثم تزداد تعبئة أرواحنا تجاه ربّ العالمين في العشر الأوسط عند ليالي المغفرة في هذا الشهر ويكون نضج تماما فينا الاستسلام والولاء التام والانقياد في العشر الأواخر عند ليالي العتق من النار، ولم يعد أمامنا الاّ أن نعترف لجلال وجهه.
ولعلّ الله يحبّ أن يسمع اعترافنا يوميا في العشر الأواخر فتكون كل ليلة فيها ممكن أن تكون ليلة القدر وكل يوم علينا الاعتراف والانابة. ولعلّ النفس الانسانية تهفو الى أجواء أكثر خصوصية ومقدّرة فتأتي الروايات عن ليلة قدر كبرى هي الليلة الأقوى ، وتكون ليلتنا ليلة العمر التي نفرغ فيها كل تذللنا لله تعالى.
ولعلّ مكان الاعتراف ، مكان احياء ليلة القدر، في جوف الليل الى طلوع الفجر، يحفّز النية الصافية المكبوتة داخل كلّ منّا لتظهر توجهاتها في الأجواء التي نؤمّنها.
فان اخترنا احياء الليلة تحت السماء المفتوحة، المتمادية، ولا حواجز تفصل أصوات الابتهالات الكثيرة والصاعدة بصوت واحد ، وخاصة هذه السنة ، حيث كانت لنا ليلة قدر في سماء ليل صاف ، تسمع فيه حشرجات وتضرّع المؤمنين ، هم والملائكة والمخلوقات كلها ، والجو كله اخلاص حتى يخيّل اليك أنّ أبصار القلوب خرقت حجب النور ووصلت وتعلّقت بعزّ القدس الالهي.
كما أتت ليلة قدر ثانية في ليل عاصف ، مليء بالبرق والرعود ن ونحن داخل بيت الله نحيي الأعمال. وما أروعها من ليلة أخرى مختلفة نشعر بها بانصياع الموجودات بأكملها، فاذا ما قلنا في دعاء الجوشن الكبير يسبّح الرعد بحمدك، فعلا نسمع الرعد الثقيل وكأن تسبيحه أيضا ثقيل. وما أشد روحانيتها من ليلة تنزوي فيها في زاوية خاصة تختارها لك في المسجد، ويكون فضاءك كلّه أصداء تصدح وتعلو .. وتعلو.. الى الملكوت ان شاء الله.
وكلّ ما في ليلة القدر جميل. حتى الموروث الشعبي عنها يأتي جميل. نحن وصغار قالوا لنا يجب أن نسهر هذه الليلة في شهر رمضان لتظهر علينا ليلة القدر، وقالوا لنا اذا نمنا، وظهرت ليلة القدر نفيق صباحا لنرى الشجر نائم في البيت الذي ظهرت فيه، وقالوا لنا من تظهر عليه ليلة القدر يطلب ما يريده من ربّه في هذه الليلة فسيعطيه.
كنّا أطفالا وكنّا نتمنى ليلة القدر لنطلب من الله ، ببراءتنا، طلبات طفولية. واليوم كبرنا وما زلنا ننتظر ليلة القدر. وأصبحنا نفهم أن تعبير تظهر عليه ليلة القدر يعني يتقبّل الله منه في هذه الليلة ، ونعرف أن الشجر نائم يعني الشجر يحيي الليلة ويسبّح، ونعرف أن المؤمن دعاءه مستجاب في هذه الليلة عن السنة كلّها. الذي تغيّر أنه تغيّرت طلباتنا من الله ، في ليلتنا ليلة العمر، فبدل أن نطلب من الله طلبا ماديا أصبحنا نطلب الرحمة والسلام.
سلام هي حتى مطلع الفجر.
طبيبة مختبر.
تعليق