إخراج الكتاب جاء بشكل غاية في الرقي فالطبعة فاخرة وأوراق الكتاب من أجود أنواع الورق أما عن الخط فهو على درجة كبيرة من الوضوح ما يسمح لمتصفحه بالقراءة دون عناء بل يمنحه راحة كبيرة بفضل دقة الصورة وألوانها الصافية ، يشبه الكتاب كثيرا طبعات الكتب الطبية الأجنبية في حسن طبعه وإخراجه المتميز وهو أمر يدفع على الفخر لنا كعرب.
هذا عن شكل الكتاب المتميز أما إذا أردت الحديث عن محتواه فالكلام يطول لعظيم الفائدة التي ينطوي عليها بين صفحاته، واعتمد الباحث كمدخل لكتابه بابا كاملا حول علم وظائف الأعضاء في جسم الإنسان ذلك ليمهد الأرضية لبحثه ويسهل على القاريء فهم عوامل اختيار العينة المخبرية ومصدرها.
وابدا الحديث عن أهم الأجهزة والمعدات المخبرية التي تم عرضها بالصور مع شرح كيفية عملها وتوصيات عامة حول استعمالها بالطرق المثلى ،وقد استفدت كثيرا حتى أني تعرفت على أجهزة جديدة لم يسبق لي رؤيتها أو حتى العلم بوجودها .
أما عن المحور الأساسي والمتمثل في طرق جمع العينات المختلفة فقد فصل الكاتب وأفاد كثيرا بالشرح حول كل عينة يتطرق إليها بالصور التوضيحية ثم كيفية اخذ العينة وحفظها والاحتياطات اللازمة لسلامة العينات والمخبري معا. أما عن العينات التي تناولها الكاتب فقد قسمها إلى أبواب ثمانية إضافة إلى بقية الأبواب المتنوعة والتي لن أفصل فيها حتى لا أفسد عنكم متعة الاستكشاف لثنايا الكتاب. بدا الكاتب بباب جمع عينات الدم وتوسع فيه بذكر الفصاد وجمع العينات عبر السحب الوريدي، و جمع العينات الشريانية ،ثم جمع العينات من الشعيرات الدموية ،وأسهب الكاتب في شرحها وتوضيحها بالصور متتبعا كل تفاصيلها .
ثم خصص بابا للصفات الخاصة لبعض العينات كتحليل كريات الدم الحمراء وأسباب التحلل وأهم التحاليل المتأثرة به ،والعينات الدهنية واليرقانية.
أما الباب الذي استرعى كل اهتمامي فهو باب العينات البكتيرية ذلك أنه يصب في صلب اختصاصي ،وقد استطاع الكاتب ان يلم بكل ما يتعلق بهذا الموضوع مرفقه بالصورة التوضيحية في غاية الدقة والوضوح.
ثم باب آخر لطرق جمع عينات البول، ثم باب لجمع البراز،والبصاق آخر للسائل المنوي.
وأبواب أخرى لبعض الإختبارات الخاصة وباب لنقل العينات وتغليفها وشحنها،ثم معالجتها وثباتها وأخيرا الدليل النموذجي لعينات التحاليل الطبية. وكل ذلك بتفصيل في الشرح والتوضيح بالصور حتى تعم الفائدة.
كما لا يفوتني التنويه إلى اللغة العلمية التي رافقت الكتاب في كل فصوله وأبوابه فقد حرص الكاتب على دقة المصطلحات وإرفاقها بنظيراتها في اللغة الأجنبية، ذلك حتى لا يحصل خلط أو سوء فهم في الترجمة فكل مصطلح طبي عربي تجد إلى جانبه مقابله الأصلي الأجنبي مما يسهل القراءة والفهم عند مختلف أنواع القراء،وهي ميزة جيدة جدا تحمد كثيرا للكتاب والكاتب معا، وتنبه كل من يريد ان يفيد العلم بالسير على خطاها حرصا على التدقيق وتعميما للفائدة.
إنه عمل متكامل على كل الأصعدة والجهد واضح فيه، ويستحق التقدير والشكر الجزيل للكاتب المحترم (عبد الهادي محمد العشيري)، وحسن الإخراج والطبع مما يستحق التقدير لكل المساهمين في إنجاز هذا العمل والذي يمثل مصدر فخر لنا كعرب ومرجع فذ لأبناء الأمة من طلبة علم وباحثين.
وللكاتب عبد الهادي محمد العشيري كل التقدير والإحترام
وإنشاء الله يتحفنا قريبا بكتاب جديد
سلامي وتحياتي
احن الى خبز أمي
وقهوة أمي ولمسة أمي
وتكبر فيا الطفولة يوما على صدري يومي
وأعشق عمري
لأني إذا مت أخجل من دمعي أمي
تعليق