سخط المنية !!
شعر: جبر البعداني
سخطُ المنيةِ منصـبٌ علـى بلـدي
وسائقُ الموتِ مـا أبقـى علـى أحـد
بكـل صبـحٍ ريـاحُ الكفـرِ تقذفُنـا
بجيش غـدرٍ شديـد الحقـدِ محتشـدِ
يوزعُ الموت في تيـهٍ وفـي صلـفٍ
لا يعرف الفرق بيـن الشيـخِ والولـدِ
كأنمـا المـوتُ فـي كفيـهِ أُحزيـةٌ
وحلهـا اللغـزُ لـم يؤتـى لمجتهـدِ
هناك حيث جيـوش الكفـرِ عاكفـةٌ
توزع المـوت بيـن النـاس بالعـددِ
توزع الموت بالقسطـاس منهجهـا
موت الجميعِ فلم تُنقـص ولـم تـزُدِ
شِعارُها القصفُ والتدميـرُ مبدؤهـا
ودينهـا البطـشُ لـم تئبـه بمنتقـدِ
تعيث فـي الأرض إفسـاداً يزودهـا
صمـتُ العروبـة والخـذلان بالمـددِ
تقول صهيـون إن قامـت فتقعدنـا
نُضاجـع الآه فـي غـم وفـي كمـد
نمضي نُفتش في الألفاظ عن وطـنٍ
وعن شموخٍ وعن حـزمٍ وعـن جلـدِ
فنكتـبُ الشعـر مملـوءً بخيبتـنـا
حتى نعـوضُ فيـهِ نقصنـا الأبـدي
نمضي نحـدث عمـن ذاد معتصـمٌ
واليـوم تُقـتـلُ آلآفٌ ولــم نــذدِ
نقـول كنـا رجــال اللهِ شرفـنـا
ذكر الرسول كمـا قـد صـح بالسنـدِ
واليوم ماذا وقـد صرنـا بـلا ثمـنٍ
يبيعنـا الوغـدُ أن يهـوى وأن يـردِ
نفوق مليار فـي عـدٍ وفـي عتـدٍ
لم نبلغ الصفر مـن مجـدٍ ولـم نكُـدِ
نحـاول الآن والإحـبـاطُ يملـؤنـا
أن نستعيـد زمانـاً غـابـر الأمــد
ماذا سيسدي لنا القعقاع إن ضعفـت
منـا النفـوسِ ولـم تؤمـن بمعتقـد
وما ستجدي حروفُ الشعرِ إن صدحت
بما أضعناهُ مـن عـزمٍ ومـن رشـدِ
فلن تعـود بغيـر الحـرب ِ غزتنـا
أو يرجع القدس ُ يا أقصى بغير يـدي
فليصمت الشعـرُ مادامـت رجولتنـا
نظـم القوافـي لنقـد الحكـم بالبلـدِ
بساحةِ الشعرِ نصنـع ألـف مُعجـزةً
ولحظة الصـدقِ لـم نُبـدِ ولـم نعِـد
واحر قلباهُ كم أدمـى الأسـى مقلـي
وأحرق الحـزن مـن نيرانـهِ كبـدي
فالأمس فينا كوجـهِ اليـوم متشحـاً
رداء ذلٍ ووجـه الأمـس مثـل غـد
أمسـي أُراجـع بالتذكـارِ مُفرحـةً
فلا تمر سـوى الأحـزان فـي خلـدي
فكـم بغـزةَ مـن طفـلٍ بغيـر أبٍ
وكـم بغـزةَ مــن أمٍ بــلا ولــدِ
وكـم بـغـزةِ مقـتـولٍ بمـولـدهِ
وكـم بغـزة مـولـودٍ ولــم يـلـدِ
قـد خلفتهـم يـد الطغيـان أشيعـةً
مابيـن ميـتٍ ومفـقـودٍ ومُفتـقـد
بكـل صبـحِ تُمـزقُ الـفُ أمنيـةٍ
بقلب طفـلٍ بـريءٍ كالصبـاح نـدي
فيالهُ المـوتُ مـا أبقـى بساحتنـا
غيـر الصواعـق والأمطـارِ والبـردِ
في أرض غزة لا شـيٌء نمـرُ بـهِ
غير الضحايا ووجه الموت لـم نجـدِ
ريحٌ من الموتِ قد مرت على عجـلٍ
قد خلفتنـي يتيـم الـروحِ والجسـدِ
بل خلفتني قريـح الجفـنِ مسهـدهُ
ولستُ أشكو بجفن العيـن مـن رمـدِ
من مشهد الموت في أرضي بكيت دماً
بحجم جرحي العميق الدامـي الأبـدي
وا حر قلباه من قهري ومـن ألمـي
ومـن حـرارة حُـزنٍ فــيَّ مُتـقـد
واحرقلباه من ضعفي ومـن جزعـي
لسيف غـدرٍ بجـوف القلـب منغمـدِ
فيا رياض قصيـدي أنبتـي جزعـاً
ويا سماء وعيـدي بالـردى ارتعـدي
فليس فينـا رجـالٌ يستعـان بهـم
في نصرة الله ذي العرش العلي الصمدِ
نقول ضقنا يقـول الخائنـون غـداً
يفـرج الله مـن ضيـقٍ ومـن نكـدِ
نقول متنـا يقـول الحاكمـون غـداً
تاتـي الحيـاة بمولـودٍ ولـم تـلـدِ
نقول هُنا يقـول المدمنـون هـوىً
قد يُصلح الدهرُ مافي الأمرِ مـن عُقـدِ
نمضي نحـدث عـن مـوتٍ بغزتنـا
يمضي يحدث عـن بـدرٍ وعـن أُحـدِ
يا نفس إنـا وردنـا مـورداً قـذراً
فلترفعـي الأن يـا نفسـي ولا تـردِ
فالحاكمـون ديـار العُـربِ أشرعـةٌ
بـلا حبـالِ وخيمـاتٌ بــلا وتــدِ
وما صراخ ملوك العُرب في غضـبٍ
إلا عـواء كـلابٍ فـي حمـى الأسـدِ
في ذمةِ اللهِ فليمـض الذيـن قُضـوا
بسيـفِ غـدرٍ غشـومٍ ظالـمٍ صلـدِ
ما مات من مات لكـن جنـةُ طلبـت
أبنـاء حـورِ بأمـر الواحـد الاحـدِ
لــذاك أسلمتـهـم للهِ محتسـبـاً
أجري لديـه إلهـي عزوتـي سنـدي
فالآن أحسد من فـي غـزةٍ ربحـوا
مجد الشهادة فـي عـزمٍ وفـي جلـدِ
والأن أدرك مـا معنـى مكابـرتـي
لأعلن اليوم في فخـرٍ لهـم حسـدي
شعر: جبر البعداني
سخطُ المنيةِ منصـبٌ علـى بلـدي
وسائقُ الموتِ مـا أبقـى علـى أحـد
بكـل صبـحٍ ريـاحُ الكفـرِ تقذفُنـا
بجيش غـدرٍ شديـد الحقـدِ محتشـدِ
يوزعُ الموت في تيـهٍ وفـي صلـفٍ
لا يعرف الفرق بيـن الشيـخِ والولـدِ
كأنمـا المـوتُ فـي كفيـهِ أُحزيـةٌ
وحلهـا اللغـزُ لـم يؤتـى لمجتهـدِ
هناك حيث جيـوش الكفـرِ عاكفـةٌ
توزع المـوت بيـن النـاس بالعـددِ
توزع الموت بالقسطـاس منهجهـا
موت الجميعِ فلم تُنقـص ولـم تـزُدِ
شِعارُها القصفُ والتدميـرُ مبدؤهـا
ودينهـا البطـشُ لـم تئبـه بمنتقـدِ
تعيث فـي الأرض إفسـاداً يزودهـا
صمـتُ العروبـة والخـذلان بالمـددِ
تقول صهيـون إن قامـت فتقعدنـا
نُضاجـع الآه فـي غـم وفـي كمـد
نمضي نُفتش في الألفاظ عن وطـنٍ
وعن شموخٍ وعن حـزمٍ وعـن جلـدِ
فنكتـبُ الشعـر مملـوءً بخيبتـنـا
حتى نعـوضُ فيـهِ نقصنـا الأبـدي
نمضي نحـدث عمـن ذاد معتصـمٌ
واليـوم تُقـتـلُ آلآفٌ ولــم نــذدِ
نقـول كنـا رجــال اللهِ شرفـنـا
ذكر الرسول كمـا قـد صـح بالسنـدِ
واليوم ماذا وقـد صرنـا بـلا ثمـنٍ
يبيعنـا الوغـدُ أن يهـوى وأن يـردِ
نفوق مليار فـي عـدٍ وفـي عتـدٍ
لم نبلغ الصفر مـن مجـدٍ ولـم نكُـدِ
نحـاول الآن والإحـبـاطُ يملـؤنـا
أن نستعيـد زمانـاً غـابـر الأمــد
ماذا سيسدي لنا القعقاع إن ضعفـت
منـا النفـوسِ ولـم تؤمـن بمعتقـد
وما ستجدي حروفُ الشعرِ إن صدحت
بما أضعناهُ مـن عـزمٍ ومـن رشـدِ
فلن تعـود بغيـر الحـرب ِ غزتنـا
أو يرجع القدس ُ يا أقصى بغير يـدي
فليصمت الشعـرُ مادامـت رجولتنـا
نظـم القوافـي لنقـد الحكـم بالبلـدِ
بساحةِ الشعرِ نصنـع ألـف مُعجـزةً
ولحظة الصـدقِ لـم نُبـدِ ولـم نعِـد
واحر قلباهُ كم أدمـى الأسـى مقلـي
وأحرق الحـزن مـن نيرانـهِ كبـدي
فالأمس فينا كوجـهِ اليـوم متشحـاً
رداء ذلٍ ووجـه الأمـس مثـل غـد
أمسـي أُراجـع بالتذكـارِ مُفرحـةً
فلا تمر سـوى الأحـزان فـي خلـدي
فكـم بغـزةَ مـن طفـلٍ بغيـر أبٍ
وكـم بغـزةَ مــن أمٍ بــلا ولــدِ
وكـم بـغـزةِ مقـتـولٍ بمـولـدهِ
وكـم بغـزة مـولـودٍ ولــم يـلـدِ
قـد خلفتهـم يـد الطغيـان أشيعـةً
مابيـن ميـتٍ ومفـقـودٍ ومُفتـقـد
بكـل صبـحِ تُمـزقُ الـفُ أمنيـةٍ
بقلب طفـلٍ بـريءٍ كالصبـاح نـدي
فيالهُ المـوتُ مـا أبقـى بساحتنـا
غيـر الصواعـق والأمطـارِ والبـردِ
في أرض غزة لا شـيٌء نمـرُ بـهِ
غير الضحايا ووجه الموت لـم نجـدِ
ريحٌ من الموتِ قد مرت على عجـلٍ
قد خلفتنـي يتيـم الـروحِ والجسـدِ
بل خلفتني قريـح الجفـنِ مسهـدهُ
ولستُ أشكو بجفن العيـن مـن رمـدِ
من مشهد الموت في أرضي بكيت دماً
بحجم جرحي العميق الدامـي الأبـدي
وا حر قلباه من قهري ومـن ألمـي
ومـن حـرارة حُـزنٍ فــيَّ مُتـقـد
واحرقلباه من ضعفي ومـن جزعـي
لسيف غـدرٍ بجـوف القلـب منغمـدِ
فيا رياض قصيـدي أنبتـي جزعـاً
ويا سماء وعيـدي بالـردى ارتعـدي
فليس فينـا رجـالٌ يستعـان بهـم
في نصرة الله ذي العرش العلي الصمدِ
نقول ضقنا يقـول الخائنـون غـداً
يفـرج الله مـن ضيـقٍ ومـن نكـدِ
نقول متنـا يقـول الحاكمـون غـداً
تاتـي الحيـاة بمولـودٍ ولـم تـلـدِ
نقول هُنا يقـول المدمنـون هـوىً
قد يُصلح الدهرُ مافي الأمرِ مـن عُقـدِ
نمضي نحـدث عـن مـوتٍ بغزتنـا
يمضي يحدث عـن بـدرٍ وعـن أُحـدِ
يا نفس إنـا وردنـا مـورداً قـذراً
فلترفعـي الأن يـا نفسـي ولا تـردِ
فالحاكمـون ديـار العُـربِ أشرعـةٌ
بـلا حبـالِ وخيمـاتٌ بــلا وتــدِ
وما صراخ ملوك العُرب في غضـبٍ
إلا عـواء كـلابٍ فـي حمـى الأسـدِ
في ذمةِ اللهِ فليمـض الذيـن قُضـوا
بسيـفِ غـدرٍ غشـومٍ ظالـمٍ صلـدِ
ما مات من مات لكـن جنـةُ طلبـت
أبنـاء حـورِ بأمـر الواحـد الاحـدِ
لــذاك أسلمتـهـم للهِ محتسـبـاً
أجري لديـه إلهـي عزوتـي سنـدي
فالآن أحسد من فـي غـزةٍ ربحـوا
مجد الشهادة فـي عـزمٍ وفـي جلـدِ
والأن أدرك مـا معنـى مكابـرتـي
لأعلن اليوم في فخـرٍ لهـم حسـدي
تعليق