لماذا العقل مفتاح الشفاء أو الأمراض ؟
برز العديد من البراهين العملية تفيد بأن مفتاح وجود جهاز مناعي في أجسامنا كامن في العقل . واكتشاف القدرة على توظيف وسائل الشفاء يجعلك في صحة جيدة ويقيك من الأمراض الإعتيادية .
تخيل نفسك تمتص ليمونة ، ثم تغرس أسنانك في لبها ، ويخرج منها العصير على شفاهك وأسنانك ويسيل على ذقنك . وتقتطع شيئاً من قشرتها المره وتمضغه . أو تخيل صرير الأظافر وهي تكشط لوح الكتابة في الفصل . ألا يشعرك ذلك بشيء من التوتر ؟ ولربما تكون بعيداً عن هذا المشهد أو ذاك ، لكن قد تمر أمامك صور أو تقع لك حوادث تخلق ردة فعل جسمانية فورية . فهكذا هي قوة العقل في السيطرة على الجسم . لقد واصل العلماء حوادث اكتشاف المزيد من العلاقة بين الحالة العقلية والصحية الجسدية . فالعلاقة الحديثة نسبياً بين المناعة العقلية والجسدية ، أكدت تأثير الإستجابات الإنفعالية للدماغ على الخلايا التي يتكون منها الجسم . واكتشف الأطباء مؤخراً وجود مسارات مباشرة بين الدماغ والجهاز العصبي وأنسجة الجهاز المناعي نفسه . فالإجهاد والتوتر يضعفان الجهاز المناعي لدينا ويزيدان الألم في التوتر يضعف المناعة في أجسامنا والإسترخاء يقويها حين أن الإسترخاء له الأثر المعاكس تماماً .
وتوصلت دراسة بعد ثمانية أسابيع من برنامج للسيطرة على التوتر والإجهاد والإسترخاء ، إلى أن 50 % من مرضى الذبحة الصدرية الذين ينتظرون تبديل بعض الشرايين لم يعودوا بحاجة لذلك . وبالإضافة لذلك مجموعة من النساء مصابات بسرطان الثدي . أخضعن لنفس العلاج ، ولكن نصفهن تلقين تدريبات لإسترخاء العضلات ورسومات تصويرية ، كن يتخيلن أبدانهن والدفاعات تهاجم السرطان وتتغلب عليه . بشكل لا يصدق ، كانت النسوة اللواتي تلقين التدريبات يعشن حياة ذات نوعية أفضل ، وكن أكثر أسترخاءً ، وشهدن متغيرات ملموسة في نظامهن المناعي . وبناءً على ما سبق ، كيف يمكن لنا أن نوظف أدمغتنا للسيطرة على أجهزتنا المناعية ونعطي أنفسنا أكبر الفرص لمحاربة العدوى والأمراض ؟
هناك برنامج طبي للأعصاب ، يشكل أداة تختبر كيف ينظم الناس أفكارهم لشفاء أجسادهم . فيمكن تعليم الناس تلك الفنيات الذهبية لتحسين صحتهم والشعور بأنهم في أحسن حال . وكما يقول الطبيب البريطاني المشهور غارنر طومسون ليس من المطلوب منا أن نفهم كيف يعمل الجهاز المناعي كي نتحكم فيه ويكفي أن نعرف أن العقل الباطني يعمل بشكل كبير بالخيال والتصور ، ولا يستطيع التمييز بين ما هو واقع وما هو خيالي .
وهكذا بإستطاعتنا تغيير أنماط أفكارنا لتقديم العون لأجسامنا للشفاء ومحاربة الأمراض بشكل فعال . ولتبسيط الموضوع إن تمكنت من تغيير الأفكار التي برمجتها في دماغك ، فبإستطاعتك أيضاً تغيير النتاج الجسدي . لقد توصلت إلى 400 حالة من الناس قد تعافوا بسرعة ملحوظة بعكس جميع التوقعات بعد أن كانت لديهم بعض المواصفات المشتركة . أولها أنهم يؤمنون بأن لهم دوراً في الحفاظ على صحتهم . وكنتيجة لذلك ليسوا دائماً محبوبين لدى الأطباء ، بإعتبارهم لا يميلون إلى إعتبارهم سلبيين أو مرض بمعنى الكلمة . لكن هناك بحث أظهر أن المنشغلين بشفاء أنفسهم يغيرون أنظمة أدمغتهم وأنواع الكيميائيات التي يوجودنها في أجسامهم . الدكتور غارنر طومسون هو الذي درب الأطباء الممارسين والطلبة في مستشفيات لندن الكبيرة ، يستخدم عملية دمج بين الإسترخاء العميق وفنيات الصور الخالية لتعجيل شفائهم . وتشمل تلك الفنيات التخطيط للمستقبل بعد شفائهم من المرض . وما دام الدماغ لا يتعامل مع تعليمات سلبية ، يتعلم المرضى أيضاً كيف يفكرون في أنفسهم على أنهم في حال جيد أكثر من كونهم مرضى .
تعليق